منذ وجد الدين فى الأرض وجد من يستغله، رجال دين ورجال سلطة، يتحدثون باسم الله فى الأرض ويطالبون الناس بالقرابين من أجل منحهم المغفرة ودخولهم الجنة، لكن فى زمن ما صار هناك مصطلح اسمه "صكوك الغفران" فمن الذى ابتدعه؟
في عام 1095 دعا البابا أوربانوس الثانى مجلس كليرمون للانعقاد لمناقشة إرسال حملة إلى الأراضى المقدسة، وكان ذلك بداية لانطلاق الحملات الصليبية وبداية الصراع الحقيقى بين الغرب والشرق، والحروب الصليبية الطويلة التى استمرت إلى عصور متقدمة.
وفى سبيل ذلك اخترع البابا أوربانوس الثانى صكوك الغفران من أجل بث الحماس فى قلوب الفقراء، للمشاركة فى الحرب المقدسة كما كان يسميها.
وبحسب كتاب " عقيدة الخلاص بالإيمان والأعمال فى ضوء الكتاب المقدس" فإن الكنيسة الكاثوليكية أصدرت صكوك الغفران فى القرن العاشر، بناء على مجلس مجلس راتس سنة 934م، فأقبل معظم الكاثوليك على شرائها، بغض النظر عن كفارة المسيح أو الحالة الروحية للذين يبتاعون الصكوك، لكن تلك الصكوك لم تظهر بشكلها الشامل إلا عندما قامت الحروب الصليبية، عندما أصدر البابا أوربان غفرانا شاملا لكل الذين يخرجون إلى هذه الحرب بدافع الرغبة فى خدمة المسيحية، وبذلك ضمن الحياة الأبدية بحسب زعم أوربانوس، لكل العاملين فى هذه الحرب بعض عن النظر عن حياتهم الروحية.
ومما يذكره التاريخ أن مندوبى البابا كانوا يستخدمون أساليب متنوعة فى بيع تلك الصكوك، ووصل الأمر إلى وجود سوق سوداء لهذه الصكوك.
وبالطبع انتهى هذا الشكل المباشر لصكوك الغفران، لكن أعتقد أنه لا يزال موجودا فى جميع الديانات بصورة أو بأخرى.