نواصل قراءة مشروع الهوية الذى قدمته الهيئة العامة لقصور لثقافة بإعادة نشر عدد من الكتب المهمة التى تتناول شخصية مصر ونتوقف عند الكتاب التاسع "وحدة تاريخ مصر" لـ محمد العزب موسى.
يقول المؤلف فى مقدمة الكتاب الذى صدر فى عام 1972 "مصر هى القاسم المشترك الأعظم فى كل كتب التاريخ. لن نجد كتابا يعرض لأية مرحلة تاريخية دون أن يذكر مصر مرارا بين ثناياه، فهى دائما مؤثرة ومتأثرة.. وإذا افترضنا جدلا – حاليا على الأقل- أن الشعب الذى يسكن مدن مصر وقراها فى القرن العشرين هو امتداد على نحو ما للشعب الذى سكن هذه الديار دون انقطاع منذ فجر التاريخ لكان لنا أن نعتبر هذا الشعب معجزة حقيقية لم يجد الزمن بمثلها.
ويقول الكتاب أرى أن هناك ثلاثة ألوان من التعصب ينبغى رفضها (التعصب للإقليمية المحلية على أساس التميز التاريخى والعرقى للمصريين، والتعصب للمشاعر الدينية الذى ياغى التاريخ والقومية معا، والتعصب للفكرة العربية إذ أنكر الشخصية المصرية وجردها من سماتها التاريخية والحضارية الخاصة.
ويقول محمد العزب موسى فى كتاب "حان الوقت للقضاء على تلك الهوة المصطنعة بين تاريخ مصر وعقيدتها وقوميتها، وإزالة ما بين هذه الحقائق الثلاث من حساسية وهمية ومرجعها الجها أو التعصب، فالتاريخ المصرى دوحة هائلة متماسكة الحلقات تضرب بجذورها فى أعماق الزمن.
والكتاب محاولة للبحث عن خيط عام يربط بين مراحل التاريخ المصرى ويبرهن على أنه تاريخ شعب واحد لا شعوب متعددة.