بعد عامين من مغادرة الرئيس الأسبق الراحل محمد حسنى مبارك، سدة الحكم في عام 2011، قام الكاتب الصحفى الراحل عبدالله كمال بإصدار كتاب بعنوان "كلمة السر: مذكرات محمد حسنى مبارك يونيو 1967 – أكتوبر 1973"، عام 2013 عن دار نهضة مصر للنشر والتوزيع.
ورحل عن عالمنا أول أمس الثلاثاء، الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، عن عمر يناهز 92 عاما، وذلك بعد 9 سنوات كاملة من تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، حيث شيعت جنازته أمس الأربعاء من مسجد المشير طنطاوى بالتجمع الخامس، وتقدم الرئيس عبد الفتاح السيسى صفوف المشيعين.
وأوضح "كمال" حينها أن المذكرات قام بتحريرها الكاتب الصحفى محمد الشناوى، وذلك بعد أن كلفه الرئيس الراحل أنور السادات بأن يجلس في جلسات مكثفة مع مبارك الذي كان يشغل حينها منصب نائب رئيس الجمهورية لرصد ما حدث خلال الفترة ما بين "1978 -1973"، وبالفعل عقدت الجلسات ولمدة ست شهور متتالية، ولكن توفي السادات وأصبح مبارك الرئيس، فلم تكن الظروف حينها تسمح لخروج مثل هذه الوثائق.
وفى مذكراته وصف "مبارك" يوم 5 يونيو عام 1967، قائلا: "في هذا اليوم، الأشد حزناً فى مراحل حياتى، وقعت أعظم هزائمى الوطنية والشخصية، فقدت سلاحى أمام عينى، وخسرت بلادى سلاحها الجوى ومنيت بهزيمة عسكرية كبرى، فى هذا اليوم أيضاً تحقق أهم مكاسبنا وواحد من أكبر انتصاراتنا على أنفسنا".
وتابع "مبارك" :" لقد عشت الحرب فى تلك الساعة الكئيبة من صباح 5 يونيو الحزين بطريقة سلبية بشعة على نفسى كطيار مقاتل، رأيت بعينى طائراتى الخمس، وهى سلاحى فى الحرب، تدمر أمامى على الأرض وأنا عاجز عن استعمالها، عاجز عن حمايتها من الدمار، كانت لحظة رهيبة لا تُنسى، وأحسست ساعتها أن فؤادى يتمزق تماماً، مثل الطائرات الخمس التى تمزقت أشلاء على أرض المطار".
وتطرق الرئيس الأسبق للحديث عن حرب الاستنزاف، حيث يرى أن المصريين لم يذهبوا إلى حرب أكتوبر فجأة، كما أنهم لم يكونوا قادرين عليها في وقت قصير، ولم تكن التدريبات وحدها كافية لاكتساب المهارات ونمو القدرات، وكان المقاتلون بحاجة إلى أن يواجهوا الطيارين الإسرائيليين ليعرفوهم قبل أن يقاتلوهم في معركة الثأر، ومن هنا تبدو في المذكرات أهمية وفلسفة حرب الاستنزاف التي يشرح مبارك مبررها التكتيكي بطريقة لم تكتب من قبل، ويصفها بأنها «جامعة» كان لا بد من الالتحاق بها قبل التقدم إلى نصر أكتوبر.
وتحدث قائد الضربة الجوية في نصر أكتوبر عام 1973: " لقد نجحت الضربة «صدام» فى تحقيق أهدافها ضد العدو بنسبة تجاوزت 95٪ ولم تتجاوز خسائر قواتنا الجوية فى هذه العملية المركزة، نسبة 1٪ فقط، رغم أن عدد الطائرات المشتركة فيها قارب الثلاثمائة.. وهى نتائج تُعتبر وسام شرف لأية قوة جوية فى العالم، لأنها حطمت جميع الأرقام القياسية العالمية السابقة، سواء فى عدد الطائرات المشتركة فى ضربة واحدة"
وأكد مبارك أن "الضربة الجوية" لم تكن معجزة أو أسطورة، لأن المقاتل المصرى بامكانه تحقيق هذه وأكبر منها إذا أتيحت عوامل النجاح.