تدخل العلاقات المصرية الصينية مرحلة جديدة بعدما قامت بمصر بإيفاد وزيرتها للصحة هالة زايد إلى بكين لنقل "رسالة تضامن" مع الصين فى مواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، وإضاءة أشهر المعالم الأثرية المصرية باللون الأحمر وعلم الصين تضامنًا معها في مواجهة الفيروس.
ومع ذلك فإن التاريخ يجمع بين مصر والصين في مناحي عديدة فالبلدان أهل حضارة خالدة تمتد آلاف السنين، ومن ذلك ما يقوله كتاب الثقافة العربية والإسلامية في الصين تأليف كرم حلمى فرحات.
يقول الكتاب لقد انفتحت طرق التجارة بين مصر والصين، وأخذت الثقافة والمنتجات الصينية سبيلها إلى الشام ومصر، فخرج الحرير الصينى وغيره إلى الخارج ذلك الحين، وعاد التجار الصينيون يحملون إلى بلادهم طرفا من أخبار دنيا أخرى غير دنياهم، وحضارة تختلف عن حضارتهم، وهذا يدل على الاتصال القديم والعلاقة غير المباشرة بين مصر والصين.
فلقد عرفت الصين مصر منذ قديم، وقد ورد فى نصوص تاريخية فى كتاب قديم كتب باللغة الصينية فى القرن الثالث الميلادى للمؤلف "وى ليو" ذكره المؤلف الألمانى "هبرت" فى كتابه "الصين والروم الشرقية" قائلا: وان هذه البلاد - يقصد بذلك مصر" واقعة غرب البحر، فلذا تسمى "هاى سى" أى بلاد غرب البحر، ومنها يخرج نهر يصب فى بحر عظيم".
يقول الأستاذ "هيرت" إن هذا النص تعريف تام لبلاد مصر، لأن البحر الأول الذى تقع مصر فى غربيه هة البحر الأحمر، والنهر المشار إليه هو نهر النيل وأما البحر العظيم الذى يصب فيه هذا النهر هو البحر الأبيض المتوسط، وأضاف إلى ذلك قائلا: إن فى بلاد غرب البحر مدينة يقال لها كسندر(محرفة عن الإسكندرية) كما يظهر ذلك من تقارب حروفها ووضعها الجغرافى فى ذلك المصدر.
وكماكان المصريون لهم قدم فى الصين كانت البضائع المصرية لها قدم ثابت أيضًا فى الصين، فكانت مدينة الإسكندرية من المدن التى تشهد تصدير البضائع المصرية إلى الصين عن طريق البحر الأحمر.