منع تداول الكتب كان ولا يزال قائمًا في الحياة الثقافية بمختلف أشكالها وألوانها من كل أنحاء العالم، فقد تصدر الجهات المعنية منع الكتب التى تتعارض مع السياسيات الداخلية، أو تمس الدين بشكل غير لائق، أو تمس الأخلاق والعادات والتقاليد، أو تحرض على العنف، وكانت من بين الراويات التى منعت من التداول، رواية "عوليس" للكاتب الأيرلندىجيمس جويس.
نشرت الرواية فى باريس عام 1922، وقد تم الإشادة بهذه الرواية ليوم واحد في حياة بطل الرواية "ليو بولد بلوم، وانتقدت الرواية بعد ذلك وتم حظرها في المملكة المتحدة والولايات المتحدة حتى الثلاثينيات وذلك لأن وصفها بأنها جذرى وفاحش.
هذه الرواية امتحان لقدرتك على الصبر والجلد واختبارًا لقدرتك على الاصغاء الكامل وبكل الحواس، إنها مثل مراقبة نمو نبتة، عملية بطيئة بلا شك، أى أنكَ لا تستطيع أن تقرأها دفعة واحدة أو بدفعات كبار فتصاب بالتخمة، لا مفر من التعامل مع هذه الرواية على أنها مثل مركبات الأدوية.
لا يمكن الانتقال إلى مقطع آخر دون التأكد من هضم المقطع اﻷول وتمثله، أى أن هذه الرواية تتطلب تغييرًا أساسيًا فى العادات التى تعودناها فى القراءة سابقًا، لابد للقارئ الذى وطن نفسه على قراءتها من تخصيص وقت ينقطع فيه إليها انقطاعًا كاملًا.
يعد جيمس جويس يعتبر كاتب وشاعر أيرلندى من القرن 20، من أشهر أعماله "عوليس" و"صورة الفنان في شبابه، "سهر فنيغان".
تلقى جيمس جويس تعليمه في مدرسة مسيحية، ثم التحق بجامعة دبلن، وقرر أن يصبح أديباً. في عام 1902 انتقل إلى باريس، فرنسا. كانت حياته صعبة، ومليئة بالمشاكل الاقتصادية، كما كان مصاباً بأمراض عين مزمنة قادته للعمى، وتعرض للعلاج من مرض السيلان، كما أجريت له 11 عملية جراحية، بالإضافة إلى إصابة ابنته بمرض عقلى، ومع العون المالي المقدم من أصحابه، أمضى سبع سنين في رواية" "أوليسيس " (1922) المثيرة للجدل.