يعتبر العديد من النقاد أن رواية "ريح الجنوب" للأديب الجزائرى عبد الحميد بن هدوقة، هى أول رواية جزائرية تكتب باللغة العربية، وأول محاولة جزائرية ناضجة تنحو نحو السرد الروائى، وصدرت الرواية عام 1970، وتحولت إلى فيلم سينمائى عام 1976، وحلت فىالمرتبة الثالثة والخمسين في قائمة أفضل مائة رواية عربية الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب، ونشرت القائمة فى العدد 426 من جريدة أخبار الأدب الصادر بيوم الأحد الموافق 9 سبتمبر 2001.
ورواية ريح الجنوب، تدور في سبعة فصول حول شخصية الشابة "نفيسة" وعائلتها أبوها عابد بن القاضي وأمها "خيرة"، حيث نفسية الطالبة الشابة التي تعود من العاصمة تدرس لتمضى عطلتها الصيفية فى قريتها الجبلية، لكن أباها يريد تزويجها من أحد شباب القرية باعتبارها أهم وجوهها، لكن الاثنين معا يرفضان الزواج بهذا المنطق التقليدي.
وفى تلك الأثناء تموت إحدى النساء العجائز، قريبة الفتاة نفسية، وأمام صدمة الموت ترفض نفسية مشروع أبيها، وعندما يحاول أبوها علاجها من خلال تعاويذ الشيخ حمودة، تهرب نفيسة لتلتقى بالفلاح الأمى رابح الذى يمثل لها باب المستقبل الجديد، فتقنعه أن يتطوع في إحدى التعاونيات الفلاحية، ويذهبان إلى العاصمة.
لكن الخبر يشيع فى القرية فيعلم والدها، ويعزم على ذبح رابح، فينطلق إلى بيته، ويهجم عليـه بقوة شاهرا "موسه البوسعادي" فتنهار قوى رابح، فتسرع أمه إلى فأس ضاربة عابد بن القاضي على رأسه فتنفجر الدماء من رأسه ومن عنق رابح، فتنصرف الأم مسعفـة ابنها و البنت مسعفة أباهـا ، ثم قامت الأم ودفعت نفيسة إلى خارج البيت وبدأت تصرخ، فأقبل الناس فزعين، واتجهت نفيسة راجعة إلى بيت أبيها، بعد أن فشلت محاولتها في الهرب.
عبد الحميد بن هدوقة (1925 - 1996) أديب وروائى جزائرى، له مؤلفات شعرية ومسرحية وروائية عديدة ترجمت لعدة لغات، أكسبته نشأته فى الأوساط الريفية معرفة واسعة بنفسية الفلاحين وحياتهم، ما جسده فى عدة روايات تناولتها الإذاعات العربية، إلا أن شهرت الكاتب اكتسبها بعد تحويل روايته "ريح الجنوب" إلى فيلم سينمائى أخرجه محمد سليم رياض عام 1976.
من أبرز أعماله رواية بان الصبح 1980 ورواية نهاية الامس 1975 و رواية ريح الجنوب 1970 . وديوان الشعر الأرواح الشاغرة 1967 وعدة مجموعات قصصية.