تعد رواية فردوس الجنون، للكاتب السورى أحمد يوسف داوود، أحد الروايات التى تناولت المجتمع اللبنانى من أبعاد إنسانية واجتماعية وفلسفية، وبأدوات معرفية يملكها الباحث ذو الرؤية النقدية الدقيقة للتاريخ السياسى، والذى يملك كذلك أدوات فنية متنوعة ومتناغمة. نشرت أول مرة عام 1996، وجاءت فى المرتبة الثالثة والخمسون فى قائمة أفضل 100 رواية عربية، من اتحاد الكتاب العرب، ونشرت القائمة في العدد 426 من جريدة أخبار الأدب الصادر بيوم الأحد الموافق 9 سبتمبر 2001.
تدور أحداث الرواية حول "بليغ" الشاب الذي اغترب وسجن وفر من السجن بمساعدة أحد رجال الشرطة، ويلتقى فى طريق هروبه "سرحان" بمحض المصادفة، والتى يكشف القارئ لاحقاً بأنها لم تكن مصادفة ابدا، حيث ويقود سرحان بليغ إلى شجرته الغريبة التى تعد المنطلق لجميع الأحداث الحساسة في الرواية ومنتهاها.
هناك يتعرف "بليغ" على مجموعة غريبة ومثيرة من الأصدقاء لينشئ معهم أغرب العلاقات الإنسانية التى تحمله إلى مغامرات لا تصدق، تكشف فيما بعد عن طينة البطل وعقده التى جسد بها الكاتب الشخصية المضطربة المتناقضة.
تغوص الرواية فى النفس الانسانية بشكل بليغ وترسل العديد من الرسائل التى تتعدد قراءاتها، وتتناول العديد من المواضيع كالسادية، والقدر والتضحية والصداقة.
وبحسب النقاد لم تستلم رواية "فردوس الجنون" للأداء الفنى التقليدى بل تجاوزت هذا التحديد بإفادتها من فن الرواية وواقعها المتحقق من خلال الإنجاز الروائى السابق لتجربة هذه الرواية التى خرجت إلى فضاءات أكثر حرية وأشمل إبداع عن طريقِ الإمكانات غير المحددة للغة وعوالمها والأحداث التى تحتوى الواقع فكرةً وتجسيداً لتنطلق به إلى قناعات سردية تمسك.