كان فتوى الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران بإهدار دم الأديب البريطاني من أصل باكستانى سلمان رشدى، واحدة من الفتوى التي فتحت مجال للقتل والإرهاب في حق المبدعين في جميع أنحاء العالم، ولعلها كانت سببا في مقتل المفكر الكبير فرج فودة، ومحاولة اغتيال الأديب العالمى نجيب محفوظ.
وتمر اليوم الـ31، على قيام الجمهورية الإيرانية بتخفيض التمثيل الدبلوماسي مع المملكة البريطانية إلى أقل مستوى بسبب صدور رواية "آيات شيطانية" لسلمان رشدى، حيث قام وسائل الإعلام الغربية بمهاجمة "الخمينى" باعتبار فتواه ضد الحريات والإبداع.
لكن على الرغم من الموقف الإيراني والذى لم تتراجع عنه حتى الآن في موقفها من اغتيال سلمان رشدى بسبب روايته سالفة الذكر، إلا أنها تراجعت في موقفها الرسمي أمام الحكومة البريطانية وكأن ما يقال في الإعلام وما يتم فعله في المواقف الرسمية شيء آخر.
وبحسب كتاب " مشاريع التغيير في المنطقة العربية ومستقبلها" لمجموعة من الباحثين، فإن العلاقات بين إيران وبريطانيا في عهد الرئيس خاتمى شهدت تطورا واضحا، عندما تمكن من إبراز موقف حكومته من فتوى إهدار دم سلمان رشدى، الذى سبق أن أصدر "آية الله الخمينى" في 22 ديسمبر فتوى بإهدار دمه، ولقيت فتواه أصداء سلبية لدى الغرب باعتبار إيران تقف ضد الحريات في العالم، وقد تم تسوية هذه القضية عندما أخبر وزير الخارجية الإيراني آنذاك "كمال خرازى" نظيره البريطاني "روبن كوك" أن إيران ليس لديها أي نية، ولن تتخذ أي موقف مهما كان لتهديد حياة مؤلف "آيات شيطانية"، أو أي شخص مرتبط بالعمل، ولن تشجع أي شخص على القيام بذلك أو تقدم له أي مساعدة.
عند ذلك بدأت بريطانيا في إعادة العلاقات تدريجيا مع إيران، وتم تبادل السفراء بين البلدين في أبريل من عام 1999، وفى تلك الأثناء قام كمال خرازى، وزير الخارجية الإيراني بزيارة بريطانيا والتقى برئيس الوزراء البريطاني من أجل مناقشة مستقبل العلاقات بين الدولتين.