مهما نقرأ عن الشيعة يظل كل كتاب جديد بمثابة إصافة جديدة، ومؤخرا صدر كتاب مهم بعنوان "العالم الشيعى.. طرائق فى التقليد والحداثة" شارك فيه عدد كبير من الباحثين الغربيين والإيرانيين، وقام بتحريره فرهاد دفترى، وأمين ب. صاجو، وشاينول جيوا، وصدرت ترجمته التى قام بها سيف الدين القصير عن دار الساقى.
تتناول الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب روايات تأسيس الإسلام الشيعي، ويعمد "أميد صافى" إلى معاينة كيفية تكشف تراث محمد فى الذاكرة العامة وفى خبرات الجماعات المسلمة كافة. وبتحديده حياة النبى محمد ورسالته ضمن الأسرة الإبراهيمية الأكبر للتوحيد، استذكر (صافى) "الأخوة الدينية التوحيدية".
ويبتدئ رضا شاه الكاظمى الفصل المتضمن أسس الإسلام الشيعى بالإشارة إلى أن الحديث عن الإسلام الشيعى يعنى فى جوهره الحديث عن الإمام على بن أبى طالب، ويركز شاه كاظمى فى عرضه التطورات التاريخية والدينية التى أفضت إلى تشكيل "شيعة على" على "الولاية" التى يميز فيها مبدأين متكاملين: الأول السلطة الروحية أو ولاية الأمر.
أما كريم دوجلاس كراو الذى أبرز "النسب المتميز" للإمام جعفر الصادق من جهة أبيه ومه أى من على بن أبى طالب وأبو بكر الصديق فعمد إلى تتبع تراث جعفر الصادق بصفة شخصية موحدة لجميع المسلمين من مختلف الانتماءات.
وفى الفصل الخاص التقاليد الفكرية فى الإسلام الشيعي، يدعى بول ووكر أنه بينما يدور الإسلام الشيعى حول عقيدة محددة للإمامة تعتبر خلاقة النبى تخص الإمام على وذريته من نسله، فإنه لا يفعل ذلك على أساس دينى وتقليد موروث، ولن بموجب براهيم فكرية موضوعة.
وفى الفصل الذى تناول الجماعات الشيعية فى التاريخ، قدم فرهاد دفترى نظرة عامة حول الأصول التاريخية والتطورات الفكرية التى رسمت طرق الفروع الرئيسية للإسلام الشيعي، ومنها الاثنا عشريون والإسماعيليون والزيديون.
ووفرالفصل الذى كنبه "دفترى" خلفية تعليمية استفاد منها فصلان آخران بصورة خاصة، وهذان الفصلان يتفحصان فترتين محددتين فى تاريخ الشيعة وحكمهم: الفاطميون فى شمالى أفريقيا ومصر فى القرن العاشر، والصفويون فى إيران فى القرن السادس عشر.