تعد رواية "على الطريق" للأديب الأمريكى جاك كرواك، واحدة من أهم الروايات التى تتحدث عن مرحلة ما يعرف بـ "جيل الغضب" فى أمريكا فى رحلة البحث عن الذات، وهى الرواية المصنفة ضمن أفضل 100 رواية عالمية حسب تصنيف BBC، فى القائمة المختارة حسب الترتيب الزمني من عام 1605 وحتى عام 2001.
ظهرت فكرة رواية على الطريق، وهى رواية كرواك الثانية، خلال أواخر أربعينيات القرن العشرين على شكل سلسلة من المذكرات، دونت لاحقًا على بكرة مستمرة من الورق على مدى ثلاثة أسابيع فى أبريل عام 1951. نشرت الرواية للمرة الأولى بواسطة دار فايكنج برس للنشر فى عام 1957، واختارتها دار موديرن لايبرارى للنشر عام 1998 على قائمتها فى المرتبة 55 بين أفضل مئة رواية إنجليزية في القرن العشرين، واختارتها مجلة تايم واحدةً من أفضل مئة رواية مكتوبة باللغة الإنجليزية بين عامي 1923 و2005.
وتم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى بنفس الاسم، تم إنتاجه في البرازيل وكندا وصدر في سنة 2012، الفيلم من إخراج والتر ساليس من بطولة سام رايلاي وكريستين ستيوارت وأليس براغا وإيمي آدمز وإليزابيث موس.
وقد أنهى جاك كرواك روايته "على الطريق" في 21 يوما وتحديدا من 2 إلى 22 افريل 1951. غير أن إعدادها كان عملا عسيرا وشاقا استمر قرابة الأربعة أعوام. وفي 23 اغسطس 1948، كتب جاك كيرواك في يومياته يقول: "على الطريق" الرواية التي تشغل بالي طوال الوقت تروي قصة شابين يسافران إلى كاليفورنيا بحثا عن شيء لا يجدانه في النهاية، وهما يضيعان في الطريق، ثم يعودان إلى نقطة البداية آملين في العثور على شيء آخر". وفي شهر أكتوبر من العام المذكور كتب جاك كيرواك في يومياته يقول بإن موضوع روايته يسكنه حتى عندما يكون في الحانات مع أناس يجهلهم ويجهلونه.
تحكي الرواية قصصًا حقيقية للعديد من الشخصيات الأساسية لحركة بيت، مثل ويليام بوروز (أولد بول لي)، وآلن غينسبرغ (كارلو ماركس)، ونيل كاسادي (دين موريارتي)، مثلتها شخصيات في الكتاب، من ضمنها كيروك نفسه بشخصية الروائي سال بارادايس.
ويعتقد البعض أن رواية على الطريق، كانت تلخيصا للحياة بكل تقلباتها، حيث نقل فيها المؤلف عصر ثورة الجاز الذي كتبت فيه الرواية، حيث شهدت فيه أمريكا بروز عدد من الحركات الاجتماعية، إلى جانب سيادة الفقر وانتشار المخدرات، ولذلك اعتبر الكثيرون أن رواية "على الطريق" التي وثق فيها كيرواك يوميات رحلته الطويلة التي قام بها مع صديقه في الأربعينيات وجاب فيها أمريكا طولاً وعرضاً، معايشاً تجارب مختلفة مع شخصيات مختلفة، كانت أفضل تعبير عن جيل يبحث عن إجابات لمجموعة أسئلة متعلقة بمعنى الحياة، وطبيعة الحياة التي يريدها.
