تعد رواية "بعد الغروب" للأديب محمد عبد الحليم عبدالله، هى واحدة من كلاسيكيات الروايات العربية، التى تعبر عن فلسفة ورؤية تحليلية أدبية ونفسية قدمها المؤلف الكبير، بموهبة وعبقرية كبيرة، إذ تظهر تكتيك الحوار وتركيبة الأشخاص تعمق الكاتب فى أبطال روايته.
تعتبر رواية بعد الغروب واحدة من أهم ما كتب محمد عبد الحليم عبد الله وتدور قصتها حول شاب من الأرياف يتخرج من كلية الزراعة ليرجع كى يجد والده قد خسر معظم أمواله فيضطر إلى البحث عن وظيفة وبالفعل يعمل فى عدة أعمال بسيطة حتى ينتهى به الحال ناظرا لأحدى العزب التى يمتلكها رجلا طيب القلب لديه ابنة تدعى "أميرة" يقع في حبها من أول لقاء لكنه يظل يكابر حتى يعترف لنفسه ولها بالحقيقة.
حصلت الرواية على جائزة وزارة المعارف لعام 1949، وجاءت في المرتبة الرابعة والستين، في قائمة اتحاد الكتاب العرب عن أفضل مائة رواية عربية ضمن قائمة نُشرت في العدد 426 من جريدة أخبار الأدب الصادر بيوم الأحد الموافق 9 سبتمبر 2001.
والرواية تجسيد للواقع الريفي مثلما فعل، فهو ريفي من الأساس، فعندما تمتزج عاطفة الكتابة مع الأصل، وتحت الشجرة التي كتب عندها الراوية كما قال في البداية ، هنا تتجلي الموهوبة الفذة والواقع الذي كان يسرد به .
قصة رومانسية اجتماعية لأحد الشباب الذي حاق الفقر بأسرته بعد الغنى، مما اضطره إلى العمل كناظر مزرعة لدى احدى الأسر الإقطاعية، ويصيب سهم الحب قلبه عندما يتعرف إلى ابنة صاحب المزرعة، وتتوالى أحداث الرواية صعودا وهبوطا مرورا برصد المؤلف للحالة الاجتماعية لمصر في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ومبينًا للفروق الطبقية الشاسعة بين الأفراد والأسر في تلك الفترة.