صدر حديثا عن المركز الثقافي العربىرواية جديدة تحت عنوان "ذائقة طعام هتلر" للكاتبة الإيطالية روزيلا بوستورينو، وترجمها للعربية محمد التهامي العماري، وهى رواية الفائزة بثماني جوائز من بينها جائزة كامبييلو الإيطالية المرموقة، غريزة البقاء، وتسبر خفايا العلاقات، وتُسائل معنى الحب والصمود، فهى تجمع بين القوة والرهافة.
وهى قصة من تلك القصص التي قد نظن أنها نتاج خيال الكاتبة، لكنها في الواقع إحدى القصص الحقيقية التي خلّفها لنا التاريخ، وتصور حياة 15 امرأة كن مجبرات على تناول هذا الطعام الشهي الذي يحمل خطراً كبيراً على حياتهن قد يصل إلى الموت في العام 1942، بذروة الحرب العالمية الثانية، حيث كنّ مسئولات عن تجربة طعام الفوهرر الذي قد يكون مسمماً، وفق ما ذكره موقع BBC Mundo الإسباني.
قرأت روزيلا بوستورينو، الكاتبة الإيطالية، قصة وولك بصحيفة في روما، وشعرت بالتعاطف معها، لدرجة أنها بدأت البحث والتعمق في قصة هؤلاء النساء اللاتي لعبن دور فئران التجارب في مهمتهن، وهي تذوق طعام هتلر للتأكد من أنه يمكن أن يبتلعه دون خطر على صحته.
نتج عن اهتمام الكاتبة الإيطالية رواية La catadora أي "الذوّاقة"، مستوحية أحداثها من قصة مارغوت وولك، وقد حصلت على العديد من الجوائز في إيطاليا، وتجري ترجمتها إلى عدة لغات الآن.
لم يكن أحد يعرف بهذه القصة حتى ديسمبر 2012 عندما قررت مارغوت وولك إنهاء 70 سنة من الصمت، والكشف عن أن هتلر كانت لديه مجموعة مكلفةٌ تذوق طعامه، وأنها كانت جزءاً منها.
تذكُر بوستورينو، وهي تهيئ لروايتها، أنها علمت بأن إحدى ذائقات طعام هتلر لا تزال على قيد الحياة، وأنها كشفت عن سرّها وهي في التسعين من العمر. وبذلك أرادت لهذه الرواية أن تكون تكريماً لها.
ومن أجواء الرواية في خريف عام 1943، كان هتلر منعزلاً في "وكر الذئب"، ملجئه الواقع في بروسيا الشرقية، مُحاطاً بدائرة من الأتباع الأوفياء، ومحروساً بحامية غفيرة من القوات الخاصة. وخوفاً من أن يُدسّ له السم في الطعام، وظّف قسراً عشر نساء ليتذوّقن طعامه قبل أن يُقدّم له. من بين هؤلاء الذائقات نجد الراوية، شابة برلينية تُدعى روزا.