صدرت رواية عائشة للكاتب التونسى البشير بن سلامة في سمة 1983، وصارت واحدة من أهم الروايات العربية التى صدرت في القرن العشرين.
رواية "عائشة" واحدة من رباعية شهيرة يطلق عليها "العابرون" تدور أحداثها فى القرن الذى يسبق استقلال تونس، وتتناول فى ذلك تاريخ عائلتين تونسيتين اختار الكاتب من بين أفرادهما أربع شخصيات، وضع على كل رواية من الرباعية اسم إحداها، وجاء ترتيب صدورها كالتالى "عائشة".
(1982) "عادل" (1991)، "علي" (1996)، "الناصر" (1998)، و"العابرون" بأبطالها وشخوصها العديدة نوع من التاريخ الروائى للمجتمع التونسى فى تلك الفترة المهمة من تاريخ البلاد.
وتحكى الرواية عن "عائشة" التي ولدت لأب كان قد انتقل حديثًا من الفقر والضعف إلى الغنى والسُّلطة بعد ارتباطه بالحكّام التونسيين، لكن تلك الحياة الناعمة الهادئة لم تلبث أن انقلبت رأسًا على عقب حينما هاجم الاحتلال الفرنسى تونس فغيّر - أول ما غيّر - فى نفسيات البشر وعلاقاتهم، "عائشة" نفسها وقعت فى حب سالم فأفقدها عذريتها لتظل رهينة ذلك الخوف - الذى يقدم وجهًا آخر لمجتمعاتنا - حتى جاءت لحظة الزواج من خالد.
وفى رواية "عائشة" نقرأ عن الأنثى صانعة الأحداث وراوية الحكايات التى عادة ما تتخفى وراء الرجال، هنا نرى وجه الأب وهو يكبر فتعلوه الشيخوخة بضعفها من ناحية وجبروتها من ناحية أخرى، وفى الخلفية هناك "عائشة" وإخوتها الذين يكبرون بين أيدينا مع الوقت ومع الحكى.
بدأ البشير بن سلامة مسيرته الأدبية شاعرا على صفحات جريدة الصباح سنة 1952، واشتهر بمحاولاته النظرية في تاريخ تونس السياسي والحضاري والبحث في خصوصية الشخصية التونسية وتأكيد هويتها، وأسس مع محمد مزالى مجلة "الفكر" عام 1971 والتي كان رئيس تحريرها.