في مثل هذا اليوم من عام 632 م، خرج النبي محمد (ص) من مكة متجهًا نحو المدينة المنورة بعدما أتم مناسك الحج فيما عرف باسم حجة الوداع.
وخرج النبى من مكة من الثنية السفلى، وكانت مدة إقامته عليه السلام بمكة منذ دخلها إلى أن خرج منها إلى منى، إلى عرفة، إلى مزدلفة، إلى منى، إلى المحصب، إلى أن وجه راجعاً عشرة أيام.
ولما رأى المدينة كبر ثلاث مرات وقال: لا إله إلا اللهّٰ وحده لا شر يك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون، لربنا حامدون، صدق اللهّٰ وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ثم دخل عليه السلام المدينة نهارا من طر يق المعرس.
لكن في طريقه إلى المدينة مر الرسول الكريم على غدير ماء يعرف بـ"غدير خم" يعتقد الشيعة بأنه في هذا المكان أوصى النبى (ص) بأن يكون عليا رضى الله عنه هو الإمام من بعده، حيث قال: "من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وأل من والاه وعاد من عاداه".
ويرى أهل السنة والجماعة أن المولى في اللغة بمعنى أولى، فلما قال "فعلى مولاه" بفاء التعقيب علم أن المراد بقوله "مولى" أنه أحق وأولى، فوجب أن يكون أراد بذلك الإمامة وأنه مفترض الطاعة، ووفقا لما جاء في كتاب "أطلس الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه: سلسلة أطلس تاريخ الخلفاء الراشدين 4" للدكتور سامى بن عبدالله المغلوث، أن المراد في الحديث السابق المحبة والمودة وترك المعاداة، وهذا الذى فهمه الصحابى، حتى قال عمر بن الخطاب للإمام على: "هنيئا يا بن أبى طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة"، وليس المراد بذلك الخلافة.