تعد رواية "شيء من الخوف" للأديب الراحل ثروت أباظة، أيقونة أعماله الأديبة، فرغم كتابة الراحل للعديد من الأعمال المميزة، إلا أن لا أحد من تلك الأعمال نالت الشهرة والتقدير الجماهيرى والنقدى كما نالت تلك الرواية.
وصدر الرواية لأول مرة عام 1967م، جاءت فى المرتبة الثانية والسبعين فى قائمة أفضل 100 رواية عربية الصادرة عن اتحاد كتاب مصر، ونشرت القائمة فى العدد 426 من جريدة أخبار الأدب الصادر بيوم الأحد 9 سبتمبر 2001، وتحولت إلى فيلم سينمائى إنتاج عام 1969، من إخراج حسين كمال، وبطولة شادية، ومحمود مرسى، وأعد السيناريو صبىرى عزت، وكتب الحوار الشاعر عبد الرحمن الأبنودى.
وتدور الرواية حول شخصية فؤادة الفتاة الصغيرة التي تحب عتريس الفتى البريء النقي لكن عتريس الذي ينقلب الي وحش كاسر ويعيش علي القتل والنهب يعاقب البلدة ذات يوم بأن يمنع عنها الماء، فلا يجد من يقف له سوي فؤادة، حبه القديم ونقطة ضعفه الوحيدة. ولما لم يستطع ان يقتلها كان عليه أن يمتلكها بالزواج، وترفض فؤادة ويتم تزوير الوكالة وتنتقل إلى العيش مع عتريس دون شرعية، وتقاوم البلدة محاولات عتريس انتزاع الشرعية، وترفض فؤادة الاستسلام لعتريس حتي الموت، عندما تحرقه البلدة، ويفر رجاله، وتنضم فؤاده للبلدة لتوديع الشهيد محمود.
واعتبر النقاد الرواية بها الكثير من الرمزية، فعتريس يرمز للحاكم الديكتاتور، وأهل القرية يرمزون للشعب الذي يقع تحت وطأة الطاغية، فؤادة ترمز لمصر التي لا يستطيع الدكتاتور أن يهنأ بها.
أشار بعض النقاد إلى أن هذا الرواية قد يرمز لفترة حكم جمال عبد الناصر وأشار البعض الآخر أنها قد ترمز لفترة حكم الملك فاروق، كما قال البعض انها ترمز لأي حكم ديكتاتوري وطغيان وقهر عامة.
وتعرضت الرواية للانتقاد مجرد صدورها، وأثارت الكثير من الجدل، حيث أتهم ثروت أباطة بأنه يقصد الرئيس عبد الناصر، بشخصية عتريس فى الرواية، وأن زواجه من فؤاده التى تجسد (مصر)، باطل، وعندما شاهد عبد الناصر الفيلم سمح بعرضه فورا، وقال جملة مشهورة (لو إحنا الحرامية، وأنا عتريس يبقى مانستاهلش نقعد فى الحكم".