يعتبر نابليون بونابرت من أكثر الشخصيات التاريخية إثارة للجدل فقد عاش حياة حافلة، وصعد في وقت قصير من مجرد ضابط فقير لا يجد أحيانا ما يسد جوعة إلى إمبراطور يحكم دولة قوية تبسط سيطرتها على معظم دول أوروبا، ولكن نابليون كان يحتفظ خلف فقره بعقل وبإصرار كبير على أن يصبح شخصًا مرموقًا في المستقبل وأن يصنع مجده الشخصى، وعلى الرغم من كفاحه إلا أنه كان عديم الرحمة لا تعنيه الأخلاق ولا المبادئ، كما يراه مترجم كتاب مبادئ الحرب لنابليون بونابرت، للمترجم هشام البطل، وفى مثل هذا اليوم انتصر نابليون بونابرت على النمساويين في أبسبرغ، عام 1809م، بعد معركة دامت عدة شهور.
وفى كتاب "كلمات نابليون" للباحث إبراهيم رمزى: في هذه السنة جمع النمساويين نصف مليون من الجنود يريدون أن يمسحوا بها العار الذى لحق بهم بعد واقعتى مارنجو واسترلتز، واضطربت البلاد اضطرابًا لهذا العمل، فقام الأرشدوق شارل ودعا الأمة الألمانية للقيام في وجه نابليون وتكسير ذلك النير الفرنسي الثقيل، فاخترق نابليون إليهم نهر الرين وقهر شارل المذكور في بافاريا، وضرب قينا، وسار بأعلامه يخفق في شوارع تلك المدينة العظيمة، تدق طبوبه وتعزف يوقاته عزف المنتصر القدير، كل ذلك في تسعة أيام، ثم اخترق نابليون بعد ذلك نهر الدانوب وحارب في واقعة لم تكن نهائية، ذلك بأن النمساويين كسروا الكبرى من ورائه بأن ألقوا كتلا كبيرة من الخشب في النهر، فاضطر نابليون أن يحمى جيشه في جزيرة مدة 6 أشهر.
ويوضح الكتاب أنه في 5 يوليو من نفس العام 1809، بدأت واقعة واجرام، ويصفه الكتاب أنه كان يومًا عبوسًا قمطريرًا أرعدت السماء فيه إرعادًا اسكت أصوات المدافع، ووقف الناس ولدانًا سيبًا فوق سطوح المنازل في فيينا وقد ملك الرعب قلوبهم حتى كاد يتدفق الاصفرارمنها وهو ينظرون على ملتحم الجيشين، وقف أربعمائة ألف من الأرواح في حومة الوغى حتى إذا انتصف النهار سقط قلب الجيش النمساوى وتشتت، فلما رأى الإمبراطور النمساوى ذلك، كان يشاهد تلك المناظر المفزعة من جبل بجوارها، فقد رشده فحول بصره عن مشهد الدماء والهزيمة وغادر مكانه إلى حيث أراد، بذلك انفضت الموقعة العظيمة، ثم عقد صلح يعرف بمعاهدة شونبرون التي نال فيها نابليون أرضًا عليها مليونان من النفوس.