تمر اليوم الذكرى الـ64 على استقلال الجمهورية التونسية بعد إعلان فرنسا الاعتراف الكامل باستقلال تونس وحصولها على الاستقلال التام عدا قاعدة بنزرت البحرية وعدد من القواعد الأخرى، بعدما عقدت السلطات الفرنسية اتفاقا مع الحبيب بورقيبة في 20 مارس عام 1956.
وحصلت تونس على الاستقلال التام الفعلى في عام 1963، وذلك بعد جلاء آخر الجنود الفرنسيين عن قاعدة بنزرت، وبذلك تكون البلد حصلت لى استقلالها الكامل، وشرعت في أن تبنى نفسها كدولة مستقلة على أسس عصرية حديثة، وتخلصت البلاد من التبعية الاقنصادية لفرنسا، لكن ما هو سبب الذى جعل فرنسا تحتفظ بقاعدة بنزرت بعد الجلاء عن تونس، وما هي القواعد الأخرى التي احتفظت بها؟
بحسب كتاب "التجارة الموازية والتهريب في الفضاء الحدودي التونسي - الليبي (1988-2012)" تأليف كمال العروسى، فأنه على الرغم من توقيع معاهدة الاستقلال التام في 20 مارس 1956، ظلت فرنسا محافظة على القواعد العسكرية في البلاد مثل قاعدة بنزرت، وتونس العوينة، وأخرى في الجنوب في صفاقس وقفصة وقابس ورمادة، وذلك رغبة منها في تأمين حدودها لصد هجمات ثوار جبهة التحرير الجزائرية المرابطين في تونس، وقطع الإمداد بالسلاح عن جيش التحرير الجزائرى.
وقدر عدد القوات الجزائرية الموزعة على مراكز تدريب على مقربة من الشريط الحدودى الجزائرى بنحو 22 ألف رجل بكل من ساقية سيدى يوسف، وغار الدماء، ووادى ملاق وتاجرون، وكانت تلك الوحدات من جيش التحرير تحت قيادة هوارى بومدين.
وكان جلاء القوات الفرنسية بعد اندلاع وقائع ما عرفت بأحداث بنزرت ضد القوات الفرنسية، وخروج الرئيس التونسى الحبيب بورقيبة في خطاب أمام عشرات الآلاف من التونسيين فى يوليو يطالب فيها بمواجهة الفرنسيين من أجل الجلاء عن بنزرت، وهو الأمر الذى جرى سريعا، وقامت على أساسه المعركة، وبعدها وافقت فرنسا عن الجلاء نهائيا عن تونس.