انتبه عزيزى القارئ لا تغتر بصورة الطفل البريئة التى ستشاهدها أسفل هذه الفقرة فهذا الطفل أشعل العالم كله ويمكن القول إنه دمره بالفعل.. إنه هتلر.
وقد نشرت صفحة "نوادر من التاريخ" على حسابها على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" صورة لهتلر طفلا تعود لعام 1890 وكتبت تحتها هذا الطفل البرىء تسبب فى مقتل ما يقارب من 27 مليون نفس،
ولد أدولف هتلر فى 20 أبريل 1889 فى مدينة براوناو آم إن النمساوية، الصغيرة، الواقعة فى إقليم النمسا العليا على الحدود النمساوية الألمانية، كان والده ألويس يعمل موظفاً فى الجمارك، بينما كانت والدته كلارا تنتمى إلى عائلة ريفية فقيرة، كان أبوه شخصية مُتَسَلّطة، وكثيراً ما وجد أدولف الصغير نفسه على الجانب الخطأ من رغبات والده سريع الغضب.
كان هتلر طفلاً متفوقاً ذاً شعبية فى المدرسة الابتدائية، ثم تراجع مستواه الدراسى فى المدرسة الثانوية لأسبابٍ نفسية إذ كان يُفضّل إعادة تمثيل معارك من حرب البوير عن التركيز فى الدراسة، ترك هتلر المدرسة فى عمر 16 عاماً دون الحصول على مؤهل دراسي.
كان هتلر يحلم أن يكون فناناً، لكن والده رفض هذه الفكرة وحاول هتلر تحقيق حلمه بعد وفاة والده فى عام 1903، وتقدَّم بطلب للالتحاق بأكاديمية فيينا للفنون الجميلة، لكنه رُفض سريعاً، فى أكتوبر 1907، وبعد ذلك بفترة قصيرة، توفّيت والدة هتلر، التى كان يحبها كثيراً، انتقل أدولف للعيش فى فيينا، حيث عاش حياة بوهيمية غير مستقرة بالنوم فى بيوت إيواء المشردين ورسم البطاقات البريدية.
وبدأ فى فيينا تطوير العديد من وجهات النظر، التى شكّلت فى وقتٍ لاحق أيديولوجيته ورغبته فى توحيد ألمانيا والنمسا، وكانت السياسات المعادية للسامية لعمدة فيينا، كارل لويجر، مؤثرة بشكلٍ خاص فى أفكار هتلر.
وسافر إلى ميونيخ فى عام 1913 تصميماً منه على تجنب الالتحاق بالخدمة العسكرية، حرص على إثبات ولائه لألمانيا، وفى أغسطس 1914، انغمس العالم فى حرب لم يشهد مثلها من قبل، التحق هتلر سريعاً بالخدمة العسكرية، ووجد مبتغاه أخيراً فى الجيش باعتباره مكاناً لقضية يستطيع من خلالها تحديد هويته بالكامل.
تقلَّد هتلر وسام الشجاعة مرتين خلال فترة خدمته فى فرنسا وبلجيكا، وفى عام 1916، أصيب فى معركة السوم، واحدة من أكثر المعارك دموية فى الحرب، وفى نوفمبر 1918 أُصيب هتلر للمرة الثانية فى أعقاب هجوم بريطانى بالغاز، وبينما كان يتعافى فى بلدة بازواك الألمانية، حدث ما لا يمكن تصوره، استسلمت ألمانيا.
سعت القيادة العليا فى ألمانيا قبل الاستسلام إلى تحويل مسؤولية التقهقر لمواجهة سخط شديد فى الداخل، واحتمالية هزيمة على الجبهة، تسلَّمت أحزاب الأغلبية فى الرايخستاج (البرلمان الألمانى السابق) إرثاً مسموماً. وعلى الرغم من أنَّهم مُنحوا سلطات أكبر، وجدوا أنفسهم متورطين فى الهزيمة الوشيكة.
تنحّى القيصر فيلهلم الثانى قبل أيام من عقد اتفاق الهدنة، شعر هتلر، مثل الآخرين، بالغضب، مما اعتبره خيانة من اليهود والاشتراكيين فى الداخل لجيش ألمانى لم يُهزم بعد فى ساحة المعركة، وقرّر دخول مجال السياسة.
وفى يونيو 1919 عندما وقّعت معاهدة فرساى فى صيف عام 1919، أُجبرت ألمانيا على تحمّل المسؤولية وحدها عن كل أحداث الحرب، وأُلزمت ألمانيا بدفع مبالغ تعويضات ضخمة، وأُجبرت أيضاً بموجب المعاهدة على خسارة عدد هائل من الأراضى التابعة لها، الأمر الذى كان أيضاً بمثابة ضربة مُدمّرة، واستاء هتلر بشدة، إذ شكَّلت تلك الهزيمة ثم الإذلال فى معاهدة فرساى تحدياً لإحساسه بذاته وقيمته.
أُرسل أدولف هتلر، الذى لا يزال يخدم فى الجيش، للإفادة بمعلومات عن جماعة يمينية مُتشدّدة ناشئة تُدعى حزب العمال القومى الاشتراكى الألمانى (الذى أعيدت تسميته لاحقاً باسم الحزب النازي)، لكن عندما وجد هتلر نفسه متفقاً مع معتقدات الحزب القومية المعادية للسامية، انضم إلى صفوفه.
ثم استمرت مسيرته حتى أشعل الحرب العالمية الثانية فى سنة 1939 والتى قتلت الملايين.