في ظل بقاء الكثير من الناس في بيوتهم نظرًا الظروف الراهنة التي استحدثها فيروس كورونا فإننا نرشح لهم بعض الكتب المناسبة للقراءة فى هذه الظروف ومنها رواية "الهدنة" للكاتب والشاعر الأوروجوياني ماريو بينيدتي.
تشكل الرواية تصويراً مريراً، بل ساخراً بمرارة مأساوية لحياة الطبقة الوسطى في أروغواى، في مرحلة تدير فيها تلك الطبقة ظهرها للهموم السياسية والاقتصادية، وتتنحى عنها وسط إحباط حياتها الوسطية ومعاناتها لتنغمس في خيانات صغيرة وأحلام بلا حدود.
تدور الرواية حول يوميات رجل أرمل (مارتين سانتومي) يقترب من سن التقاعد بعد أن أمضى حياته موظفاً بين دفاتر الحسابات، وفي الخروج قُدماً بأبنائه الثلاثة الذين وجد نفسه مضطراً إلى تربيتهم وحيداً بعد وفاة زوجته.
إنه يعيش في قلق وهو يرى أن حياته قد انقضت دون أن يحقق شيئاً يستحق الذكر، وفجأة يضيء تلك الحياة وميض حب عندما تظهر فيها فتاة شابة يتعلق بها سانتومي.
تناقش الرواية الوحدة وانعدام التواصل، والحب والسعادة، والموت، والمشاكل السياسية في الهدنة التي تُرجمت إلى عشرات اللغات، وجرى اقتباسها للسينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، ولكنها كانت أولاً وقبل كل شيء متعة استثنائية للقراء في كافة أنحاء العالم.
إنها واحدة من أجمل روايات الحب وأشدها قوة ورشاقة وشاعرية في أدب أميركا اللاتينية.
و"ماريو أورلاندو هاردي هاملت بريننو بينديتي فارروخيا" والذي اشتهر بماريو بينديتي كاتب وشاعر أوروجواني، ولد في باسو دي لوس توروس في أوروغواى فى 14 سبتمبر عام 1920، كان عضوا فى حركة جيل ال45 والتي ينتمي إليها أيضا بعض الكتاب مثل خوان كارلوس أونيتي وأيديا بيلارنيو، واشتمل إنتاجه الأدبي الغزير على أكثر من ثمانين كتابا، وتم ترجمة العديد من أعماله إلى أكثر من عشرين لغة، وتوفي بينديتي في مونتيفيديو في أوروغواي في 17 مايو عام 2009.