تمر اليوم الذكرى الـ95، على إقالة الملك فؤاد لمجلس النواب المصرى بعد 9 ساعات فقط من انتخابه للزعيم الراحل سعد زغلول رئيسًا للحكومة، مما أثار ضيق الملك وقرر إقالة البرلمان، وذلك في 23 مارس عام 1925.
وكان البرلمان أجرى الاقتراع السري على رئاسة المجلس، وكانت المفاجأة المربكة، حيث فاز سعد زغلول بـ 123 صوتا هي أغلبية أعضاء المجلس المكون من 214 عضواً، في حين حاز مرشح الملك على 85 صوتاً، كما فاز كل مرشحى «الوفد» بانتخابات أعضاء هيئة مكتب المجلس، ليكتسح أفنديات «الوفد»، باشوات الملك.
ويعتقد البعض أن الملك فؤاد الأول، ، كان يكره سعد زغلول، بسبب الشعبية الكبيرة التي نالها بعد ثورة 1919، وحصول البلاد على استقلالها وصدور أول دستور وطنى للبلاد، لكن هل كان يكره حقا، وما هي الأسباب:
بحسب الكاتب الصحفى حلمى النمنم في مقال له بعنوان "الملك فؤاد رائد النهضة في مصر" ويحسب للسلطان فؤاد انه فور انتهاء الحرب العالمية الاولى ساند الوفد المصري الذي تكون من سعد زغلول وعلي شعراوي وغيرهما والذي التقى المندوب السامي البريطاني ليطالب باستقلال مصر بل ان السلطان فؤاد كان ينوي ان يترأس وفدا من وزرائه ليذهب الى لندن ليطالب بالاستقلال وفي وقت من الاوقات كانت هناك رغبة في ان يتزعم الامير عمر طوسون الوفد لكن سعد زغلول تخوف من أن عمر طوسون محسوب على التيار التركي في البلاد مما يضعف القضية وتطور الامر إلى أن يتشكل وفد برئاسة سعد زغلول ووفد آخر برئاسة عمر طوسون وكان الرأي في النهاية ان وفدين يمكن ان يظهرا المصريين وكأنهم مختلفون وتدخل السلطان فؤاد وساند فكرة وجود وفد واحد بقيادة سعد زغلول وتطور الامر الى قيام ثورة 19 وظلت علاقة السلطان جيدة بسعد زغلول حتى صدور تصريح 28 فبراير 1922 وكان فؤاد هو الذي وقع على المرسوم بصدور دستور سنة 1923 وقبل عن طيب خاطر أن يتنازل عن لقب صاحب العظمة السلطان ليكون صاحب الجلالة الملك·
ويذكر الكاتب رأفت غنيمى الشيخ في كتابه "ثورة بلا قائد" أن دستور 1923 التي صدر لمصر المستقلة، أعطى الملك فؤاد صلاحيات واسعة جدا في الوقت الذى كان فيه الملك حليف للإنجليز، وهم الذين أجلسوا على الحكم، مما أوجد صراعا بين القصر والزعماء الوطنيين عبر عنه سعد زغلول بقوله "إذا كان من الخطر أن توضع سلطة كبيرة في أيدى الملوك الذين هم بمعزل عن نفوذ أجنبى، فالخطر ذلك أخطر من ذلك اعظم وأشد في بلاد يسود فيها النظام الأجنبي ويدعى أن العرش في سلامة بفضل نفوذده"، ولافت المؤلف أن الملك كان متعاون مع الإنجليز وكلاهما كان يكره فكرة الوطنيين ومنهم سعد زغلول ويكره فكرة إعطاء الشعب حريته او إعطاءه حكومة برلمانية.