ذهب هارون الرشيد فى سنة 186 من الهجرة، لأداء مناسك الحج ومعه ولداه الأمين والمأمون الذى جمعهما فى بيت الله الحرام وأخد عليهما المواثيق بأن يخلص كل منهما لأخيه، وعلقها فى مبنى الكعبة، وكتب منشورا عاما بأن تُسند الخلافة من بعده لابنه الأمين وتكون بلاد المشرق تحت حكم أخيه المأمون، وهو ما حدث بالفعل بعد رحيل المأمون، لكن المعركة بين الأخوين اشتدت.
التاريخ العربى حافل بكثير من الأحداث الدامية، ومن الصراع على السلطة يصل لدرجة قتل الأخ، كما نرى فى العلاقة بين الأمين والمأمون ابنى هارون الرشيد.
عندما كان الأمين فى الخامسة من عمره تم اختياره ولى عهد والده هارون الرشيد، والذى استلمَ خلافة المسلمين بناءً على ذلك، وكان المفترض أن يصبح أخيه المأمون هو ولى العهد، لكن الأمين قام بتعيين ابنه موسى وليًا للعهد.
أثار هذا الفعل غضب المأمون الذى كان فى هذه الأثناء فى خراسان، فأخذ البيعة من أهل خراسان وجمَع حوله جيشًا عظيمًا، وسار به إلى بغداد فقصفها بالمنجنيقات وخاض معارك شرسة مع أخيه الأمين، وبعد أربع سنوات من الحرب انتصر المأمون على أخيه وقُتلَ الأمين فى هذه الحروب واستلم المأمون خلافة المسلمين وأصبح المشرق والمغرب بين يدى المأمون.
ويذكر أنَّ أهل خراسان كانوا المؤيدين الأساسيين للمأمون فى حربه ضد الأمين حتَّى وصل إلى الخلافة، وكان الفرس يرغبون أن يبقى المأمون فى خراسان فى مدينة مرو حتَّى تصبح مرو مركز الخلافة العباسية ولكنَّ أهل بغداد بدأوا بإشعال الثورات ضد المأمون، فاضطر المأمون إلى الرجوع إلى بغداد لإخماد هذه الثورات، التى انتهت على يده.