اكتشف العلماء أن المادة التي تتكون منها صبغة السيروليوم المعروفة منذ زمن مصر القديمة، لها خاصية الفلوروفر ، ما يسمح باستخدامه في تلوين الهياكل البيولوجية خلال البحوث، وتفيد مجلة Nature Communications، بأن السيروليوم أو كما يسمى الأزرق المصرى، هو أحد أقدم الصبغات التي عرفها الإنسان. وكان ينتج في مصر القديمة وأن تمثال نفرتيتي مطلي بأصباغ اساسها السيروليوم، حسب ما جاء بموقع روسيا اليوم ناقلة عن نوفوستى، كما يطلق على هذه الصبغة أيضا اسم الأزرق الإسكندرى، الذى كان شائعا جدا في حوض البحر المتوسط فى مصر القديمة.
وقد درس علماء جامعة جوتينجن الألمانية خصائص المادة التى تنتج منها هذه الصبغة الزرقاء - سيليكات النحاس والكالسيوم CaCuSi4O10 واتضح لهم أنها مثالية لاستخدامها في تجارب التحليل الطيفى القريب بالأشعة تحت الحمراء والمجهر. وهذه مهمة جدا في الدراسات الطبية-البيولوجية الأساسية، التي تستخدم فيها مواد لها خاصية الفلوروفور، أي ينبعث منها الضوء، ما يسمح بالحصول على صور واضحة باستخدام المجاهر الحديثة. وقد اتضح للعلماء أن للأزرق المصري خاصية الفلوروفور وقادر على التوهج في طيف الأشعة تحت الحمراء القريب.
وقد تمكن العلماء من الحصول على طبقة نانو من سيليكات النحاس والكالسيوم سمكها 1 نانومتر، أي أرق من شعرة الإنسان بـ 100 ألف مرة.
ويقول الدكتور سيبستيان كروز، رئيس فريق البحث من معهد الكيمياء الفيزيائية بجامعة جوتينجن، لقد تبين أنه حتى الطبقات الرقيقة جدا ثابتة السطوع ولا تتلاشى خاصيتها،
واختبر العلماء هذا الاكتشاف على خلايا الحيوانات والنباتات وتمكنوا من مشاهدة العمليات الجارية حول نوى خلايا ذبابة الفواكه وتمكنوا من تحديد بنية الأنسجة من دون مجهر.