ناصيف بن عبد الله بن جنبلاط بن سعد اليازجى، أديب وشاعر لبنانى، ولد في قرية كفر شيما، في مثل هذا اليوم 25 مارس من عام 1800م، في أسرة نبغ فيها الكثير من أصحاب الفكر والأدب، حيث أنهم كانوا يكتبون للولاة والحكام فأطلق عليهم اسم الكاتب وهى تعنى بالتركية "اليازجى".
خلال القرن السابع عشر هاجر عدد كبير من اسرته إلى غربى لبنان وكان على رأسهم سعد اليازجى، والذى أصبح فيما بعد كاتباً للأمير أحمد المعنى آخر حاكم للبنان من المعنيين، ونال حظوة عنده فلقبه "بالشيخ" لوجاهته وعلمه، وأصبح هذه اللقب يدور مع أفراد الأسرة، وخلال القرن الـ 18 أصبح عائلة اليازجى تكنتب للأمراء الأرسلانيين والشهابيين، حيث كان والده ناصيف عبدالله اليازجى كاتبًا لدى الأمير حيدر الشهابي في قرية كفرشيما.
ناصيف الشعر والأدب فكان يقبل على المطالعة باستمرار، فكان يقرأ كل كتاب يصل إلى يده، في مجال النحو واللغة والشعر، كما أنه استطاع أن ينظم الشعر وهو في سن العاشرة، وكان وقتها لم تكن هناك كتب مطبوعة ميسرة، فكان يعتمد على كتب المكتبات الخاصة فيقوم باستعارتها، فكان يقرأ ويحفظ ما بها أو أن يقوم بنسخها بخط يده، حيث كان خطاطًا ماهرًا.
وفى يوم من الأيام دعاه البطريك أجناطيوس من شدة مهارته ليكتب له في دير القرقفة قرب كفرشيما، ازدادت شهرته بعد ذلك فاستدعاه الأمير بشير الشهابى الكبير حاكم لبنان وجعله من كتاب ديوانه، فظل يخدمه طوال 12 عاما، إلى أن خرج الأمير من لبنان إلى منفاه وكان ذلك عام 1840م، انتقل ناصيف بأسرته إلى بيروت فأقام بها وتفرغ للمطالعة والتأليف والتدريس ونظم الشعر ومراسلة الأدباء فتحققت شهرته، حيث كان يراسل المراسلين الأمريكيين لتصحيح مطبوعاتهم ولاسيما الكتاب المقدس الذي كان باشر بترجمته الدكتور إلي سميث وكرنيليوس فانديك، فأصبح يدرس للأمريكان في مدارسهم.
وفى عام عام 1863 استقدم بطرس البستانى ناصيف اليازجى للتعليم في المدرسة الوطنية التي افتتحها في بيروت واشتغل معه بتصحيح الجزء الأول من كتاب (محيط المحيط)، ثم عمل في التدريس بالكلية الإنجيلية السورية "الجامعة الأمريكية فى بيروت فيما بعد"، فدرس فيها اللغة العربية وآدابها، وصنف مجموعة من المؤلفات اللغوية التعليمية تعد بدء بعث اللغة العربية الفصحى في العصر الحديث.