نعرف جميعا ما حدث بين هابيل وقابيل فقد روته القصص الدينية كما أشارت إليه حكايات الحضارات القديمة وأساطيرها، لكن من هى الفتاة التى أشعلت هذه الفتنة بينهما؟
يقول ابن كثير فى كتابه البداية والنهاية:
قال الله تعالى: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَى آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَى يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِى إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّى أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ* فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِى الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِى سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَاوَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِى سَوْأَةَ أَخِى فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ } [المائدة: 27- 31] .
ذكر السدي، عن أبى مالك، وأبى صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة:
أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن بأنثى الأخرى، وأن قابيل أراد أن يتزوج بأخت هابيل، وكان أكبر من هابيل، وأخت قابيل أحسن، فأراد قابيل أن يستأثر بها على أخيه، وأمره آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قربانًا.
وذهب آدم ليحج إلى مكة، واستحفظ السماوات على بنيه، فأبين، والأرضين، والجبال فأبين، فتقبل قابيل بحفظ ذلك.
فلما ذهب قربا قربانهما، فقرب هابيل جذعة سمينة، وكان صاحب غنم، وقرب قابيل حزمة من زرع من ردىء زرعه، فنزلت نار، فأكلت قربان هابيل، وتركت قربان قابيل، فغضب، وقال: لأقتلنك حتى لا تنكح أختى، فقال: إنما يتقبل الله من المتقين.
تاريخ الرسل والملوك لـ ابن جرير الطبرى
وتذهب الكتب إلى أن الفتاة التى اختلفوا عليها اسمها "إقليما" يقول ابن جرير فى كتابه "تاريخ الرسل والملوك" تحت عنوان: (ذكر الأحداث التى كانت فى عهد ادم - عليه السلام - بعد أن اهبط إلى الأرض ) ما نصه:
وقال بعضهم: إن آدم غشى حواء بعد مهبطهما إلى الأرض بمائة سنة، فولدت له قابيل وتوأمته فى بطن واحد، ثم هابيل وتوأمته فى بطن واحد، فلما شبوا أراد آدم - عليه السلام - أن يزوج أخت قابيل التى ولدت معه فى بطن واحد من هابيل، فامتنع من ذلك قابيل وقربا بهذا السبب قربانا فتقبل قربان هابيل، ولم يتقبل قربان قابيل، فحسده قابيل، فقتله عند عقبة حرى ثم نزل قابيل من الجبل، آخذا بيد أخته "إقليما" فهرب بها إلى عدن من أرض اليمن".