يعرف الجيمع مصطلح أغنياء الحرب، قرأوا عنه أو سمعوه فى الأفلام السينمائية وهو يطلق على أولئك الذين يستعلون ظروف الناس فيرفعون الأسعار أو يبيعون مواد معينة تحتاجها الظروف الراهنة وتقتضيها المرحلة، وعندما تنتهي الحرب يكونون قد جنوا أمولا كثيرة.. بالضبط مثلما يحدث الآن مع الذين يستغلون ظروف الناس فى أزمة كورونا.
فى مرحلة الأزمات تبدأ أمور معينة فى الظهور، وحاليًا فإن المنظفات وما يتعلق بها هو الأكثر طلبًا فى الشارع العالمي، وليس فى منطقة معينة مما يعنى أن ما سيتم استهلاكه فى هذه الفترة سيتضاعف لدرجة لا يعلمها إلا الله.
كيف يواجه الدين التجار الجشعين؟
يقول الإمام أبو حامد الغزالى في كتابه (إحياء علوم الدين) "أمر الله تعالى بالعدل والإحسان جميعًا، والعدل سبب النجاة فقط، وهو يجرى من التجار مجرى رأس المال، والإحسان سبب الفوز ونيل السعادة، وهو يجري من التجارة مجرى الربح، ولا يُعَدُّ من العقلاء من قنع في معاملات الدنيا برأس ماله، فكذا في معاملات الآخرة، فلا ينبغي للمتدين أن يقتصر على العدل واجتناب الظلم ويدع أبواب الإحسان".
وورد فى الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي اله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء" (رواه الترمذي وقال حـديـث حـسـن. سنن الترمذي 3/515.
وعن رفاعة رضي الهر عنه أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعـون فقال:"يا معشر التجار فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه، فقال: إن التجار يـبـعثون يوم القيامة فجارًا إلا من اتقى الله وبرَّ وصدق" رواه الترمذى.
ويحرم شرعًا على التجار أن يستغلوا حاجات الناس فيرفعوا الأسعار ويحتكروا السلع، وقد ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا ضرر ولا ضرار" (رواه أحمد وابن ماجة والطبراني وهو حديث صحيح كما قال العلامة الألباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم 250).
وقد ورد في الحديث عن معمر بن عبدالله رضي الهل عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا يحتكر إلا خاطئ" (رواه مسلم).