صدرت رواية "أيام الرماد" للكاتب المغربى محمد عز الدين التازى فى سنة 1994، واختارها اتحاد الكتاب العرب ضمن أفضل 100 رواية عربية ظهرت حتى نهاية القرن العشرين.
ومن أجواء الرواية "خرجت من الوقت وسافرت، طائر الرخ يرى كل سفره قبل أن يتجه نحو أى مكان، من الطريق يخرج إلى الطريق، المسافة تعقبها المسافة، وهذه هى الأرض والسماء وهذا هو جنان يلتوى هابطا بين المنخفضات، والسفر لا أرضى ولا سماويّ، لا حدود ولا موانئ، لا حراس ولا قراصنة ولا لصوص، ويمكن لطائر الرخ أن يختلق كل تلك الأشياء إذا ما أراد فيدخل أحد الموانئ ويركب البحر أو يدخل أحد المطارات ويركب السماء أو يخرج من أرض إلى أرض ومن حدود إلى حدود وهو يركب الأرض. لم يكن يسرى أو يزحف أو يمشى أو يطير. الحركة كائنة وهو لا يدخل ميناء أو مطارا ولا يعبر الحدود، وكأنه يبقى فى مكانه وهو يتحرك. يتحدد المكان الذى يريد الوصول إليه بشجرة ضخمة متفرعة العروش وهى تنمو وحدها فى العراء. شجرة سبق لطائر الرخ أن رآها فى المنام أو التقط حولها بعض الوصف من حكاية أمه عن سيدنا الخضر، أو هى تلك الشجرة التى يوجد فيها الوكر. يغشى عينيه نور الشمس دون أن يرى الشمس فى إحدى جهات السماء الواسعة. ولسوف ينقر زجاج النافذة بمنقاره الحاد.
والروائى محمد عز الدين التازى من مواليد سنة 1948 بمدينة بفاس، حاصل على الدكتوراه فى الأدب الحديث، ترجمت بعض مجاميعه القصصية القصيرة إلى الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والألمانية والسلوفانية، وترجمت روايته "مغارات" إلى الفرنسية.