روائى ومسرحى روسى يعد واحدا من مؤسسى المدرسة الواقعية فى الأدب الروسى خلال القرن التاسع عشر، لدرجة أنه ينظر إليه كأحد آباء الأدب الروسى، هو نيقولاى جوجول، الذى تمر اليوم ذكرى ميلاده، إذ ولد فى مثل هذا اليوم 1 أبريل من عام 1809م.
للكاتب الروسى نيقولاى جوجول أعمالا كثيرة لعل أبرزها قصته "المعطف" ومسرحيتيت كوميديتين هما "المفتش العام" و"زواج"، إلى جانب روايته " الأرواح الميتة" التى كانت له قصة خاصة فى حياة نيقولاى جوجول.
كتب جوجول الجزء الأول لرواية " الأرواح الميتة" فى عده أماكن مختلفة، فجزء منها انتهى فى سويسرا خريف عام 1836م، وجزء أخر فى باريس نوفمبر من نفس العام، والجزء الأخير فكتب فى روما بين عامى 1837 و1838م، وكانت تصور روسيا الإقطاعية بنظام القنانة، والنظام البيروقراطي الفاسد الذي كان سائدا في تلك الأيام.
كان تربط جوجول وبوشكين علاقة صداقة قوية، وعندما قرأ على بوشكين الفصول الأولى من روايته " الأرواح الميتة"، جعلت بوشكين يشعر بكآبة إلى أن صرخ قائلا : " يا إلهي! يا حزن روسيتنا".
وتحوى الرواية أن بطلها "تشيتشيكوڤ" الرجل النصاب الماكر الذى أراد أن يغتنى ثانية بعد أن خسر ثروته، فأعد خطة ذكية لكن إجرامية، بأن يشترى من ملاك الإقطاعات أرواح العبيد الذين كانوا يعملوا عندهم وماتوا من فترة قريبة ولكن لم يتم تسجيل وفاتهم فى السجلات الحكومية، وبذلك فهم لا يزالون على قيد الحياة، فعندما يتصل تشيتشيكوڤ بالملاك كانوا يفرحوا بالموضوع لأنهم كانوا يدفعوا ضرائب للدولة عن عبيد غير موجودين، تشيتشيكوڤ كان ينوى رهن الأرواح إلى البنوك ويقترض مالا ليتمكن من العيش كرجل محترم في إقليم بعيد لا أحد يعرفه هناك.
كما أن فى في هذه الرواية خلق جوجول شخصيات كثيرة بسلوك ونفسيات مختلفة، وطوال الرواية كان بطلها تشيتشيكوڤ يتنقل من بلد إلى بلد، عندما يشعر أن سره انكشف، وكان فى كل مرة يقابل شخصيات جديدة، وبأسلوب فكاهى متمكن أرانا كيف كان يعامل العبيد في تلك الأيام، وكيف كان يتم شرائهم مثل الحيوانات .
أطلق جوجول على روايته عندما انتهى من كتابتها فى 8 سنوات حيث أصدر طبعتها الأولى فى عام 1842م، "الملحة" وهو ما رفضه الرقابة بحجة أنه بهذا العنوان يعترض على فكرة الخلود، ونظرًا لحاجته للمال واقف على تغير الاسم إلى "النفوس الميتة" .
دخل جوجول فى خلال جزء من حياته فى متاهة دينية ، ووجد نفسه غير قادر على إكمال الجزء الثانى من روايت "الأرواح الميتة"، ولكنه أنهى الجزء الثانى فى 10 سنوات من 1842 إلى 1852م، ولم يكن راضيا عن ما كتبه.
وفى عام 1848 ذهب إلى بيت المقدس حتى يحج لكنه لم يشعر بالراحة، . وعندما عاد إلى روسيا ليستقر فى موسكو وهناك تعرف على قابل قسيسا متطرفا دينيا اسمه "الأب ماتفى كنستنينوفسكى"، الذى أجرى له عملية غسيل مخ وأدخل فى عقله أفكارًا تحرميه غريبة وسيطر عليه، وأمره بحرق مخطوط الجزء الثانى من روايته "أرواح ميتة" الذى لم يكن قد نشره بعد، وبالفعل حرقه عام 1852، وبعدها بعشر أيام مات نتيجة الصيام المتواصل وهو مصاب بلوثة شبه جنونية، فى 4 مارس 1852م.