من الروايات الجزائرية الشهيرة رواية "لونجه والغول" للكاتبة والمناضلة زهور ونيسى، التي صدرت في عام 1993، واختارها اتحاد الكتاب العرب ضمن أفضل 100 رواية عربية صدرت في القرن العشرين.
وفى الرواية تلعب زهور ونيسى على الحكاية الشعبية الجزائرية ومن خلالها تعلق على حال المرأة الجزائرية بعد انتهاء الثورة ضد المحتل الفرنسي وحصول الجزائر على استقلالها، فالمرأة التى حملت السلاح وخرجت تقاتل به جنبًا إلى جنب مع الرجل تراجع موقفها بشدة بعد الاستقلال، حيث عاد المجتمع إلى صورته الأولى التى ترى للمرأة بنظرة قصور ودونية، فاحتفت «لونجة والغول» بالمرأة الثورية، التى قدمتها فى أكثر من نموذج.
و"مليكة" هي بطلة رواية "لونجه والغول" وهى جميلة مثل بطلة الحكاية الشعبية، لكنها كانت تعانى كبقية أهل الجزائر الفقر، وملامح الفقر تعيدنا إلى أسرة مليكة وبالأخص والدتها "الزهرة" الأم القنوعة التى لا تتذمر على الإطلاق، حنونة ومطيعة لزوجها، كذلك رغم أنها عاشت حياة صعبة منذ نعومة أظافرها، ويبدو والد البطلة "سى محمد" متقلب الأحوال على عكس والدتها "الزهرة"، حتى إنه لا يشعر بالرضا إلا فى بعض الحالات.
وزهور ونيسى المجاهدة الجزائرية المولودة فى سنة 1936، والتى تحمل وسام المقاومة ووسام الاستحقاق الوطني، وكان من نصيبها أن تقلدت مناصب عليا ثقافية وإعلامية واجتماعية وسياسية، فهى أول امرأة فى الجزائر ترأس وتدير مجلة نسوية "الجزائرية"، وأول امرأة جزائرية يعهد إليها بمنصب وزارى فى عهد الشاذلى بن جديد، كذلك هى صحفية وقاصة وروائية وصنفت روايتها "لونجة والغول"، ضمن قائمة اتحاد الكتّاب العرب لأهم الروايات العربية. ومن مؤلفاتها المجموعات القصصية "الرصيف النائم"، "على الشاطئ الآخر"، "عجائز القمر"، و"روسيكادا"، ورواية "لونجه والغول".