تمر اليوم الذكرى الـ 103، على موافقة الكونجرس الأمريكى على دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا، وذلك بعد جلسة عقدت فى 2 أبريل عام 1917. وكان خروج الجيش الأمريكى للحرب تقليد على الولايات المتحدة، التى كانت انتهجت سياسة العزلة وعدم الانحياز لاى من الصراعت الدولية، منذ الحرب الأمريكية الأسبانية عام 1898، وأرسلت وحدات عسكرية للتقال فى أوروبا، بل واقترح الرئيس الأمريكى حينها ويدرو ويلسون، تأسيس منظمة دولية لتنظيم الأمن الجماعى فى العالم باسم "عصبة الأمم".
وبحسب كتاب " الإسلاموفوبيا: جماعات الضغط الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية" تأليف ريا قحطاني الحمداني، فأن السياسة الأمريكية كانت تقوم فى أول عهدها على سياسة العزلة والتى استمرت حتى الحرب العالمية الأولى، إذ انها منذ أن توسعت فى تجارتها بدأت تشعر بأن مصالحها التجارية والاقتصادية تتطلب توجيه السياسة الخارجية نحو طريق يضمن لها تلك المصالح.
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، عادت الولايات المتحدة إلى سياسة العزلة، ثم تغير هذا الموقف عام 1941، إذ اعتبرت أن مصالحها تتطلب المشاركة الإيجابية فى الدفاع عن أوروبا، ثم الدخول كطرف اساسى فى الحرب العالمية الثانية، وظل هذا الاتجاه سائدا، وأصبحت هناك روابط وثيقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولى.
يوضح كتاب " هل انتهى القرن الأمريكي" تأليف جوزيف ناى، فأن الولايات المتحدة كانت تهتم بعد انتهاء الحرب بالتحالف مع ثلاث مناطق من أصل خمس مناطق رئيسية ذات قوة إنتاجية وصناعية، وذلك من أجل احتواء تنامى القوة السوفيتية، وهكذا ضمنت بقاء وحداتها العسكرية فى أوروبا وكوريا واليابان، ومنذ ذلك الوقت وصف ميزان القوة العالمى بأنه ثنائى القطبية، بقوتين عظميين تهيمنان على البقية، وكان للاتحاد السوفيتى وأمريكا حصص متساوية من مصادر القوة، حتى انهيار جدار برلين سنة 1989، وبهدها انهيار الاتحاد السوفيتى، اصبحت أمريكا القوة العظمى الوحيدة منذ عام 1991.