تمر هذا الشهر الذكرى الـ508، على تنازل السلطان العثماني بايزيد الثاني عن العرش لابنه سليم الأول، وذلك في أبريل عام 1512، وهي نفس السنة التي توفي فيها، حيث مات في ظروف غامضة في طريقه إلى مكان راحته الذى قرر أن يقيم فيه أيامه الباقية، حيث ترك عرش السلطنة في ظروف صعبة جدًا تحيط بالدولة خارجيا وداخليا.
وبحسب كتاب " ولاية الموصل العثمانية في القرن السادس عشر : دراسة في أوضاعها السياسية" تأليف على شاكر، فإن عجز بايزيد الثانى عن معالجة النشاط الصفوى في أراضيه فضلا عن قيام الشاه الصفوى إسماعيل باحتضان الهاربين من البلاط العثمانى، دفع سليم الأول حاكم طرابزون وقتها على اجبار والده بالتنازل عن العرش في 1512 بدعم وتأييد من الانكشارية الذين سئموا من سياسة بايزيد الثانى المتخبطة تجاه النشاط الصفوى، فدخل الموقف العثمانى بذلك مرحلة جديدة وكانت كل خطوات السلطان الجديد الذى عركته الظروف العسكرية بخبرة متراكمة، تشير إلى أنه مقبل على حسم التوسع الصفوى بعيدا عن الدبلوماسية والتملق للشاه إسماعيل الصفوى، كما كان يفعل والده.
ويوضح كتاب "الدولة العثمانية" لعبد الرحيم عبد الرحمن، أن قرار السلطان بايزيد بالتخلى عن العرش نهائيا، جاء لأنه كان يدرك أنه لا يستطيع أن يتنازل عن العرش لولده الأكبر أحمد، الذى كان وليا للعهد، ولم يكن أمامه من سبيل سوى التنازل عن العرش لابنه سليم، الذى يسانده الجيش، وتتعلق عليه الآكمال في دفع الخطر الصفوى الذى بات يهدد الأطراف الشرقية للدولة العثمانية.
ويبين كتاب "سلاطين الدولة العثمانية" تأليف صالح كولن، أن بايزيد تنازل عن العرش وغادر إسطنبول للتقاعد إلى مدينته الأصلية ديمتوقه، رافقه سليم الأول حتى أسوار المدينة، وشعر بايزيد الثانى بالأعياء ومات بالقرب من قرية جورلو، ورغم التكهنات حول أسباب موته، فإن مصارد كثيرة تتفق على أنه مات بالسم.