"أومن بالعيش المشترك، كسبيل وحيد لوضع نهاية لصراع دام ومؤلم امتد مائة عام" هكذا تحدث الكاتب الفلسطينى ربعى المدهون فى حوار مع جريدة القاهر، إجابة عن سؤال: هل تؤمن أنه جاء الوقت للعيش المشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
ومثل هذه الإجابات وضعت الكاتب أحيانا فى دائرة الاتهام بالتطبيع خاصة فى روايته "السيدة من تل أبيب" وهى الرواية السابقة لـ"مصائر" التى حصل عنها الكاتب بسببها على جائزة البوكر العربية.
وكان المدهون فى لقاء سابق بقاعة متحف محمود درويش، فى رام الله، نقلته جريدة الحياة علق على هذا الاتهام قائلا، "لا أحب كلمة تطبيع ولا أفهم معناها، ولا أعرف كيف اخترعوها، خاصة أن الفلسطينيين فى إسرائيل يشكلون ما نسبته 18 فى المائة، وهناك قرابة 200 عامل كانوا يعملون داخلها، وبعضهم ساهم فى بناء المستوطنات، والفلسطينيون فى الضفة الغربية يمرون عبر الحواجز العسكرية يومياً، وهناك صحفيون يزورون إسرائيل، فهل هذا كله يعنى تطبيعاً؟ لا أدري، ولا يهمنى".
ورواية "السيدة من تل أبيب" تحكى عن "عربوش" الذى يطير من مطار هيثرو حاملا جنسية بريطانية إلى مطار اللد مؤكداً منذ البداية أنه ذاهب إلى "مطار بن جوريون فى تل أبيب"، ربما خشية من اتهامه بأنه "فلسطينى غير متحضر"، فلسطينى يتذكر أن هناك حركة صهيونية تستعمر وطنه، فلسطينى يتذكر أن شعبه ما زالت أراضيه تُسرق وتُهدم بيوته ويُقتل أطفاله منذ أكثر من ستين سنة وحتى الآن، الهدف هو زيارة أمه التى لم يرها منذ 38 عاماً، وأتى مثلة إسرائيلة إلى مقعده المجاور، ويمضى عبر أكثر من 70 صفحة فى سرد لشخصين من لحم ودم، تارة بينه وبينها، وتارة منفردا بنفسه تحت عنوان (هو) أو يجعلها تنفرد بنفسها تحت عنوان (هي)، وتتناثر بين سطور الرواية عبارات عبرية .