تحتفل الكنيسة هذه الأيام بآلام السيد المسيح ومنها صلب المسيح على يد الرومان بعدما أبلغ عنه اليهود وأصروا على صلبه، وقد عبر كثير من الفنانين التشكيليين عن هذه اللحظة ومنهم رامبرنت.
ولوحات رامبرانت حول المسيح معروضة في متحف اللوفر في باريس، ومتحف فيلادلفيا للفنون، ومعهد ديترويت للفنون، وغيرها من أهم متاحف العالم، وهي بمثابة رحلة في عالم هذا الفنان في مراحل حياته المختلفة التي جسدها في لوحاته سواء من خلال فن البورتريه الذي برع فيه أو من خلال رسم شخصيات مستوحاة من الكتاب المقدس في مقدمها بالطبع المسيح الذي حمّله آماله وهو شاب وآلامه وهو كهل.
باختصار لوحات رامبرانت تختصر بدايته كشاب ذكي قلق غير واثق بنفسه مروراً بالفنان الناجح والغني وصولاً إلى الكهل المضطرب والفقير.
ولد رامبرانت فى لايدن عام 1606م، واستقر فى مدينة أمستردام منذ سنة 1631 م، وتميز بالقوة التعبيرية الكبيرة التى ظهرت فى أعماله ولوحاته الشخصية، بالإضافة إلى معرفته العلمية بنظريات الضوء والظلال، وكذلك القيم الإنسانية النبيلة لأفكاره وتأملاته الشخصية حول مصير الجنس الإنسانى.
واشتهرت أعماله عن طريق الرسم بماء الذهب مثل لوحاته "الأشجار الثلاثة، قطع المائة فلوران النقدية، يسوع يبشر الناس".
رامبرانت لا يهمه التصوير التسجيلى للأشياء وإنما يستخدم الأشياء لتخدم مفهومه الخاص، لذلك لم يقبل عليه الناس كثيراً لرسمهم لأنه فيلسوف البورتريه والناس يريدون صورا ظريفة يعلقونها على حوائطهم، ولذلك كانت حياته متفاوتة بين الغنى والفقر المدقع، حتى فى لحظات ثرائه كان شديد التبذير من وجهة نظر من حوله بشراء إكسسوارات وملابس تاريخية لترتديها موديلاته أثناء رسمه لهن.
ومن الأحداث الطريفة رسمه للوحته الشهيرة" حراس الليل" -التى هى الآن مفخرة هولندا لدرجة استخدامها فى الدعاية السياحية، حيث إن الهولنديين يضعونها فى الإعلان وبجوارها" زورا هولندا لتشاهدوا حراس الليل"، فقد طلب من بعض الأشخاص وبالتقريب كان عددهم حوالى سبعة عشر أو ثمانية عشر شخص دفع كل واحد منهم مبلغا من المال له وكانوا ينتظرون لوحة تخلد صورهم مثل صور القضاة والتى نال شهرة كبيرة حينها كرسام بورتريه، ولكنه عندما رأوا اللوحة بعدما اكتملت فوجئوا وثارت ثائرتهم وهددوه بالقتل.
من بين أعماله الفنية المشهورة والمحفوظة فى متحف ريكسموزيوم فى أمستردام: والدة رامبرانت 1660، جولة فى الليل 1662، القديس بطرس 1660، وكلاء الجواخون 1662، الخطيبة اليهودية 1665، ومن أعماله المحفوظة فى متحف اللوفر: على طريق عماوس، هندريكيه شتوفلس "ح. 1562"، بيتشبع أو بيت سبع 1654، الثور المُشَرحْ 1655، صورة شخصية ذاتية 1660، وكذلك تونى وأنا الصغير، صورتى، فقع عين سامسون، عودة الابن الضال، عشاء عند آموس، دورية الليل.