في مثل هذا اليوم من 92 عاما، أعلنت الحكومة التركية في 9 أبريل 1928 تبنى قانون جديد يفصل بين الدين والدولة بشكل تام، وأعلنت تبني الدولة للعلمانية، وكان ذلك بعد سنوات قليلة من إعلان مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية وإلغاء الخلافة العثمانية.
ومنذ ما يقرب من 20 عاما، ومع صعود أردوغان إلى سدة الحكم، وأصبح خطر محو الهوية التركية العلمانية متزايدا، خاصة مع الأحلام التى لا يخفيها الديكتاتور التركى عن عودة الخلافة العثمانية الاستعمارية، ولعل تلك الرغبة كانت واضحة في مؤتمر القمة الإسلامية في كوالالمبور خلال العام الماضى، حيث تمت صياغة دستور نموذجى، يقول إن عاصمة الكونفدرالية الإسلامية هى اسطنبول، والسيادة "تنتمى إلى الشريعة الإسلامية"؛ وعلى كل دولة إسلامية أن تنشئ «وزارة الاتحاد الإسلامى» داخل مجلس وزرائها. ومن المتوقع أن تكون أربع دول أوروبية أعضاء هى ألبانيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو ومقدونيا، وذلك بحسب كتاب "إسلام أردوغان" للكاتب الصحفى سعيد شعيب.
ولفت الكتاب إلى أن قادة حزب العدالة والتنمية يؤكدون الحديث حول العودة إلى أمجاد الخلافة العثمانية، لا يعنى العودة إلى سياساتها وتكتيكاتها حرفيًا، إنما الحفاظ على الثقافة والتراث العثمانى الذى لا يمكن إنكاره؛ من خلال أدوات العصر الحديث، فهو أشبه بمحاولة الجمع بين الأصالة والمعاصرة، موضحا أنها مجرد أكاذيب يرددها أردوغان، والاتحاد الذى تموله قطر حليف تركيا فى تمكين الإخوان من حكم الشرق الأوسط، لذلك هو يبرر الاستعمار التركى الذى دمر البلاد الإسلامية وغير الإسلامية التى احتلها، فلم يكن أبداً هدفه نشر الإسلام ولكن نهب الثروات، كما لم يكن لهذا الاستعمار البغيض أى مظهر حضارى. وحتى لو صدقنا أن هدفهم كان نشر الإسلام، فليس من حقهم أبداً نشره بالسلاح، فهذه جريمة ضد الإنسانية من الصعب أن يقبلها ضمير أى مسلم.
ويرى كتاب "جواسيس الجيل الرابع من الحروب: الطابور الخامس-- من شاشات الفضائيات إلى الميادين" تأليف حنان أبو الضياء، أن المشروع الأمريكي لهدم استقرار الشرق الأوسط ومن ثم محاولة تمكين جماعة الإخوان المسلمين، كان هدفه نقل الصراع إلى عملق البلاد لتكون النتيجة تفتيت العالم الإسلامي والعربى إلى دويلات تحت مسمى الخلافة الإسلامية المتمركزة في تركيا والتي لن يعارضها نظام الإخوان المسلمين، لأن فكرة الوطن ليست ليس عقيدة راسخة لديهم والولاء الأول للجماعة، إلى جانب الحلم الأردوغانى بعودة الخلافة العثمانية، وكله في النهاية يصب في مشروع برناد لويس صاحب أخطر مشروع في هذا القرن لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب، والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكي.