واحدة من الروايات التي دارت حول نهاية العالم كانت رواية الروائى الأمريكي ريتشارد ماثيسون "أنا أسطورة" الصادرة عام 1954، والتي تحولت لفيلم سينمائى من بطولة النجم الأسمر ويل سميث عام 2007، وقد كانت البداية لتأسيس وتطوير ما سمي بأدب الأموات الأحياء (الزومبي)، إضافة لتعزيز مفهوم نهاية العالم نتيجة تفشي الأوبئة المبهمة المستحدثة، فكانت لها أثر في تطوير أدب الزومبي وتعميم مفهوم نهاية العالم بسبب الأمراض.
وتحكي الرواية عن الناجي الوحيد (روبرت نيفيل)، من وباء بيولوجي نتج من حروب التدمير الشامل، حيث تحول البشر المصابين بالوباء إلى مجتمعات متوحشة من مصاصي الدماء، ممن لا يتحملون أشعة الشمس، فلا يخرجون إلا في الظلام.
وبالرجوع للماضي نجد أن البطل قد اضطر لقتل زوجته وابنته المصابتين بالمرض، واللتين لا تمتلكان المناعة مثله، وأنه يستمر في العيش بين وحوش حارات (لوس أنجلوس)، ويقوم بتحصين نفسه بما يمتلك من معلومات، ويختبئ داخل منزله قبل غروب الشمس، وأنه تمكن من اكتشاف أن الثوم والمرايا ورموز عقائدية أخرى تبعد مصاصي الدماء عنه.
ويستمر في الخروج نهارًا لاصطياد مصاصي الدماء، والقضاء عليهم، وينتشل البطل كلبا ضالا، ويقربه منه فيونس وحدته؛ ولكنه يكتشف بعد فترة أن الكلب مصاب بالمرض، فيحزن عليه كثيرا حين فارقه بالموت.
وبتفاقم العزلة والكآبة عليه، وبما يمتلكه من معلومات طبية، يقرر اكتشاف السر العلمي لهذا الوباء، والبحث عن علاج له.
بعد ثلاث سنوات، يلمح أمامه امرأة (روث)، تسير في وضح النهار، فيقبض عليها، وبعد اطمئنانها له، تخبره عن قصة نجاتها من الوباء مع زوجها، الذي قتل منذ أسبوع.
يشار إلى الرواية بأنها "أولى روايات مصاصي الدماء الحديثة"، لكنها تركت انطباعا دائما حول أدب الزومبي، وبالأخص المخرج جورج روميرو، الذي اعترف بتأثير الفيلم المقتبس عليها عام 1964، آخر رجل على الأرض، على فيلمه ليلة الأموات الأحياء (1968)، وذكر روميرو في مناقشته حول الفيلم "كنت قد كتبت قصة قصيرة، واستوحيتها من رواية ريتشارد ماثيسون أنا أسطورة"، وعلاوة على ذلك، لاحظ نقاد السينما التشابه بين الفيلمين.