قصص الحضارة المصرية القديمة لا تنتهى، فهناك قصص كثيرة لها دلالات، ومن هذه القصص التى كانت تحكى عن الملك خوفو والساحر، ورغم أن هذه القصة بها بعض المبالغات إلا أنها قد تحمل رسالة وهى أن التضحية بالبشر كانت محرمة آنذاك، وأن القتل بدون سبب ممنوع حتى على الملوك، وهو ما سرده كتاب "إعادة قراءة التاريخ" للدكتور الباحث ياسر شحاتة، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
فيقول كتاب "إعادة قراءة التاريخ" إنه كان يعيش فى عهد الملك خوفو ساحر عجوز اسمه "ددى" وصل من العمر 120 سنة، ويقال أن هذا الساحر "ددى" كام يأكل يوميًا 500 رغيف من الخبز وفخذ ثور من اللحم ويشرب مائة إناء من الجعة، وكان يقال إن "ددى" كان يستطيع أن يعيد رأسا مقطوعًا لكائن حى إلى مكانه ليعيش مرة أخرى.
ويقول الباحث ياسر شحاته، كان "ددى" يعرف كيف يجعل الأسد يسير خلفه يتبعه بدون مقود، كما كان يعرف سر مغاليق هيكل الإله تحوت، فأرسل له خوفو ابنه "حور ددف" لكى يحضره فقد كان خوفا شغوفًا بمعرفة أسرار المغاليق الخاصة بمعبد تحوت، وعندما وصلا إلى القصر العظيم لخوفو استقبله خوفو بحفاؤة وسأله لماذا لم يحضر من قبل فقال الساحر إنه يحضر فقد عندما يتم استدعاؤه، فسأله خوفو عن قدراته فى إعادة الرأس المقطوع إلى مكانه وعن معرفته لسر مغاليق معبد تحوت.
وتابع "إعادة قراءة التاريخ"، فقال الساحر إنه لا يعرف سر مغاليق معبد تحوت ولكنه يستطيع إعادة الرءوس المقطوعة، فأمر خوفو بإحضار عبد أسير لتقام عليه التجربة، ولكن الساحر اهتزت مشاعره لهذا العمل المؤسف ونهر خوفو محاولاً منعه عن هذه الفكرة وقال له : لا تقتل كائنا بشريًا. فمن المحرم تجربة مثل هذه الأمور على قطيع الله".
وطلب الساحر حسي كتاب "إعادة قراءة التاريخ" ، أن يقوم بالتجربة على حيوان، فأحضروا له إوزه وقطعوا رأسها، ووضعوا الجسم فى الناحية الغربية والرأس فى الناحية الشرقية، فتحرك جسد الأوزة ورأسها حتى تلاقيا معًا، وكررو نفس التجربة فى بطة ثم فى ثور فنجح الساحر "ددى" فى كل هذا.
