"وحده الإيمان يمنحنا الوصول إلى الحقائق اللاهوتية. طرق الله ليست منفتحة للعقل، لأن الله اختار بحرية إنشاء عالم وإنشاء طريقة للخلاص فيه بصرف النظر عن أي قوانين يكشفها المنطق الإنساني أو العقلانية"، هكذا كان يرأى الراهب الإنجليزى ويليام الأوكامى،الذى يحتفل به الغرب، اليوم، يوم عالمى له، فكان الراهب والفليسوف ويليام من عظماء المفكرين في القرون الوسطى، فكان يعتقد أن العلم مسألة اكتشاف ورأى بأن الله هو الضرورة الوجودية الوحيدة .
كما اعتبر ويليام الأوكامي من الفلاسفة المهمين باعتباره لاهوتيًا امتلك اهتمامًا قويًا ومتطورًا في المقاربة المنطقية ومنهجًا ناقدًا غير معتمد على مناهج بناء الأنظمة، له فكرة فلسفية تسمى شفرة أوكام والتى توضح أن أبسط السبل لحل المشكلة هو الحل الصحيح لها.
وضع ويليام شفرة أوكام أو كما يطلق عليها نصل أوكام، كمبدأ منطقي ينص على وجوب عدم الإكثار من الموجودات بغير مسوغ، ويسمى أيضا مبدأ البساطة، أو مبدأ التقتير، وتم العمل بهذه الشفرة فى المجالات المختلفة مثل الاقتصاد والمنطق والمعرفة والفلك والرياضيات يستخدم نصل أوكام في العلوم الاقتصادية و المنطقية والمعرفية، وفي الفلك والفيزياء والرياضيات.
يعتبر نصل أوكام مبدأ مهما فى الاقتصاد، وله عدة مسميات في هذا المجال مثل التقتير أو التوفير، إذ أن استخدام أقل الموارد الممكنة يحقق منافع اقتصادية.
أما فى المنطق فاعتبار نصل أوكام طريقة للتفكير والتحليل والاستنتاج، فإذا استطاع الشخص أن يفسر الشيء تفسيرا بسيطا دون الغوص فى التعقيدات، فإن التفسير البسيط هو الأصح.
كما يظهر النصل فى مجالى الرياضيات والإحصاء فى تفضيل اختيار أقل البراهين تعقيدا فى حال تساوت نتائج جميع البراهين المعقدة منها والبسيطة.
ويقول ابن خلدون فى مقدمته : يقضي نصل أوكام بتفضيل أبسط التفسيرات الممكنة للظواهر الطبيعية، "الطبيعة لا تترك أقرب الطرق في أفعالها وترتكب الأعوص والأبعد".