بعد أيام سيكون مر عام كامل على حريق كنيسة نوتردام، لكن يبدو أن أحزان وآلام "نوتردام" لم تتوقف، فورشة "القرن" التى أعدت لترميم الكنيسة القوطية العريقة، مشلولة الآن ومتوقفة عن العمل، بسبب تفشى فيروس كورونا: كوفيد 19.
وأكد رئيس أساقفة باريس، المونسينيور ميشال أبوتي، خلال مراسم قصيرة لمناسبة يوم الجمعة العظيمة في الكاتدرائية الخالية من المصلين أنّ "الحياة لا تزال قائمة هنا".
ومنذ الحريق الهائل الذي شب في 15 أبريل 2019، تأخرت ترميمات الكنيسة عدة مرات وتوقفت لأسباب مختلفة أولها كان خلال الصيف بسبب إجراءات تتعلق بالتلوث بالرصاص، وفي الخريف والشتاء أدت الأحوال الجوية إلى توقف الورشة في كل مرة كانت تتجاوز فيها الرياح سرعة 40 كيلومترا في الساعة، ومع اقتراب حلول الربيع أغرق كورونا والحجر التام في فرنسا، الإصلاحات في الجمود.
ويدرس المشرف على الإصلاحات الجنرال جان لوي جورجولان، قائد أركان الجيوش الفرنسية سابقا، الآن إمكانية استئناف الورشة جزئيا وتدريجيا، وكان يعمل في الورشة 70 عاملا، ويشدد جورجولان: "بالنسبة للعمال الذين يعملون على الحبال فإن التباعد الاجتماعي أمر بديهي عندهم".
وقامت "روبوتات" بإزالة الركام في صحن الكنيسة لكن ينبغي إزالة الحطام عند مستوى الأقواس الضخمة، وهي مهام يفترض أن تنجز بحلول الصيف مبدئيا في حين أن تفكيك الأرغن الكبير وإزالة الغبار عنه سيتم في 2024، وقد وضعت مجسات مهمتها رصد أي تحرك محتمل إلا أن مصدرا أكد أن "لا حركة بتاتا".
يؤكد الجنرال جورجولان أنها "ستبدأ مبدئيا في 2021"، ويجري كبير المهندسين المعماريين، فيليب فيلنوف دراسات، الترميم التي ستحكم الإصلاحات، وقد تكون ثمة حاجة إلى تدعيم أقواس القبة.
وواصل الجنرال "كنت آمل أن ينجز كل ذلك في خريف 2020"، ويضيف أنه "رغم توقف الأعمال لا ننام وأنا أطلب آراء الجميع"، وهو لا يزال يعتبر أن مهلة الخمس سنوات التي تمناها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لإعادة بناء الكاتدرائية لا تزال ممكنة، ويوضح: "لنعتبر أن التوقف دام شهرين، يمكننا أن نعوض ذلك خلال فترة تمتد على 68 شهرا"، لكن ما من مؤشرات حول الشكل النهائي الذي سيتخذه هذا الكنز الكبير.