تحتفل الكنائس المسيحية هذه الأيام بعيد القيامة حسب العقيدة المسيحية، وقد حرص الفن التشكيلى على مر العصور على الاقتراب من شخصية السيد المسيح وجعلها موضوعا أساسيا يعبرون عنه ومن ذلك لوحة ( المسيح والغانية" للفنان الفرنسى فالنتين دي بولون.
القصة التى استوحى منها "بولون" لوحته مأخوذة من الإنجيل، وتجسد قول السيد المسيح لمجموعة من أدعياء التدين والخوف على تطبيق شرع الله أتوا إليه بامرأة أجبرتها ظروفها على الزنا مطالبين إياه بتطبيق حكم الشرع - حسب فهمهم له - فقال لهم قولته الإنسانية الخالدة (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر ).
حينئذ ألقى كل واحد منهم الحجر الذي بيده وانسل منسحبا من وسط الجمع فخاطب المسيح المرأة حينئذ بقوله:
(يا امرأة أين هم أولئك المشتكون عليك؟
أما دانك أحد؟
فقالت: لا أحد يا سيد
فقال لها: ولا أنا أدينك اذهبي ولاتخطئى).
وتكشف اللوحة الإحاطة الحانقة بالمرأة فالجمع الذى قادها إلى السيد المسيح متقارب منها لدرجة أنها لا يمنحها فرصة للتعبير عن نفسها ولا حتى لحرية الحركة، كما يتصنعون ويريمون على ملامحهم مشاعر الأسى كأن حياتهم الصعبة هى من جراء فعل هذه المرأة، وهو ما كشف السيد المسيح زيفه التام.
بينما يبدو على وجه المرأة الاستسلام التام، ليس من باب إثارة شفقة المسيح، بل هى مشاعرها الحقيقية.
وفالنتين دى بولون عاش فى الفترة بين (قبل 3 يناير 1591 - 19 أغسطس 1632).