قال الناقد محمد كريم، إن هناك اختلافا فى أشكال المسرح بحسب اختلاف ثقافات الشعوب، وقوة مسرح الطفل فى العديد من البلدان الأوروبية من خلال قدرته على رفع مستوى الإقبال الجماهير لتنوعه ومرونته، وقابليته على دعم الاقتصاد الوطنى، داعياً إلى أهمية إخراج المسرح إلى العلن بعيداً عن السقوف "الإسمنتية"، وتجديده من خلال استغلال البيئة المحيطة، وحداثة الفكرة، والتقنيات الجديدة، منبهاً أن المسرح قادر على إعطاء جرعات ثقافية للطفل يمكنها أن تسهم فى مناعة مهمة ضد التطرف والأفكار المنحرفة والعنف الدموى.
جاء ذلك خلال الندوة الثقافية التى استضافها مهرجان الشارقة القرائى الثامن للطفل ضمن فعالياته الثقافية على قاعة ملتقى الأدب بعنوان "أشكال العروض المسرحية التى تقدم للطفل" بمشاركة كل من: محمد كريم من مصر، وعبيدو باشا من لبنان، وإبراهيم حامد الحارثى من المملكة العربية السعودية، وأدارها محمد مهدى، وحضرها ناقدون ومسرحيون ومتخصصون بشؤون أدب الطفل.
وبين المسرحى عبيدو باشا الفرق بين مسرح الطفل والمسرح المقدم للطفل من الناحية المهنية، وأهمية اعطاء قدر أكبر للمسرح المدرسي، لأنه الانطلاقة الأولى لمسرح الكبار، وتنمية الذائقة الجمالية لدى الطفل، وهى الذائقة التى ينطلق منها ليحدد مساراته الناجحة فى الحياة ويبنى بها مستقبله اللامع، مؤكداً ضرورة عدم الاكتفاء بالوسائل المسرحية القديمة كمسرح الظل والدمى وغيرهما، وإيجاد وسائل جديدة، وإعادة المسرحيين الكبار للكتابة إلى المسرح ودعمهم بكل الوسائل المهمة كى يمكن معها بناء ثقافى وطنى يستحق التقدير.
ودعا الكاتب المسرحى إبراهيم الحارثى إلى أهمية التفريق بين المراحل العمرية للطفل فى كتابة النصوص المسرحية، وعدم خلط الأسرة الحاضرة للمسرح فى توليفة تناسب جميع الأعمار، وهو ما يقود إلى التشتت، أو الضحك والمرح على حساب المضمون الهادف، أو الفكرة التى أرادت المسرحية أن تزرع بها القيم الجمالية المطلوبة، مبيناً أهمية بناء العمل المسرحى الموجه للطفل فى ضوء نتائج دراسات عن واقع مسرح الطفل، وعدم جعل العمل المسرحى عمل اجتهادى وفردى، بل عمل تتكاتف فيه جهود فريق كامل للنجاح.