اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" ماذا عن حصن زنوبية؟

نواصل مع المفكر العربي الكبير جواد على (1907 – 1987) قراءة التاريخ العربي القديم والتعرف على القبائل المتعددة وتاريخها وعلاقاتها الخارجية والداخلية وذلك من خلال كتابه المهم "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" والسؤال اليوم: ماذا نعرف عن حصن زنوبية؟ يقول جواد على: لم تفكر "الزباء"، على ما يظهر، في نقل عاصمتها إلى موضع آخر، وقد علمت على تقوية "تدمر" وتحصينها وتجميلها، ومعظم الآثار الباقية فيها هي من أيامها، ولو أن كثيرًا من الأبنية التي كانت فيها قبل أيام الملكة قد صيرت باسمها، غير أنها عنيت عناية فائقة بتحسين عاصمتها ولا شك، وابتنت مدينة على نهر الفرات لحماية حدودها من الشرق عرفت بـ "زنوبية" وهو اسمها باليونانية. ويظهر أن هذه المدينة هي التي أشار إليها "الطبري" بقوله: "وكانت للزباء أخت يقال لها زبيبة، فبنت لها قصرًا حصينًا على شاطئ الفرات الغربى فجعل المدينة قصرًا، وصير اسم المدينة وهو "زنوبية" "زبيبة" وجعله اسم أخت للزباء. وذكر "المسعودي" أن مدائن الزباء على شاطئ الفرات من الجانب الشرقي والغربي، "وكانت فيما ذكر قد سقفت الفرات وجعلت من فوقه أبنية رومية، وجعلته أنقابًا بين مدائنها". وذكر أيضًا أنها حفرت سربًا من تحت سريرها وبنته حتى خرج من تحت الفرات إلى سرير أختها، وقد أشير إلى هذا النفق في قصة مقتلها. وذكر "ابن الكلبي" أن أبا الزباء اتخذ النفق لها ولأختها، وكان الحصن لأختها داخل المدينة. وذكر "البكري" أن المدينة التي بنتها الزباء على شاطئ الفرات هي "الخانوقة"، وزعم أن "الزباء" "عمدت إلى الفرات عند قلة مائه فسكر، ثم بنت في بطنه ازجًا جعلت فيه نفقًا إلى البرية وأجرت عليه الماء، فكانت إذا خافت عدوًّا دخلت إلى النفق وخرجت إلى مدينة أختها الزبيبة". وسمى "ياقوت الحموي" تلك المدينة "الزباء"، قال: إنها "سميت بالزباء صاحبة جذيمة الأبرش"، ودعاها في موضع آخر "عزان" وقال: إن في مقابلها على الضفة الثانية من الفرات مدينة تدعى "عدان"، وهي لأخت الزباء. ويظهر أن هرب "الزباء سرًّا من نفق سري، يمر من داخل المدينة من معبدها أو من قصر الملكة ومن تحت السور إلى الخارج، هو الذي أوحى إلى أهل الأخبار قصة ذلك النفق الطويل الذي زعموا أن الملكة بنته تحت الأرض من قصرها إلى نهر الفرات، حيث مدينتها الثانية، وهو نفق يجب أن يكون طوله مئات الأميال. وقد عثر على بقايا سراديب وقنوات. تحت أسوار تدمر وقلاعها تشير إلى وجود أنفاق للهرب منها عند الاضطرار، ولكنها لا يمكن أن تكون على شاكلة نفق أهل الأخبار بالطبع ولا يستبعد احتمال وجود نفق في حصن "زنوبية" على الفرات أيضًا، ساعد وجوده في تثبيت هذه القصة في رواية الأخباريين.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;