واحدة من أشهر أعمال الأديب العالمى الراحل هي ملحمة الحرافيش، ويعتبرها البعض أهم وأجمل رواية للأديب المصري نجيب محفوظ - نشرت في عام 1977، الرواية تحكي قصة عشرة أجيال سكنت حارة مصرية غير محددة الزمان ولا المكان بدقة (فوق أنها بمكان ما بالقاهرة، ولعلها واحدة من أهم الأعمال التي نشرت في القارة السمراء.
تتشعب أحداث وشخصيات رواية الحرافيش في ذهن القارئ كما في قلم الكاتب لتزرع أفكاراً عديدة وتصب في فكرة تواتر الاجيال وضياع الأصول من جيل إلى اخر واندساس العروق. يحضر الدين أيضا في رواية الحرافيش كالروح التي لا يستطيع الإنسان إخراجها من بدنه رغم التمرد عليها.. هي رواية تحتوي كل الحياة تكتسي كل الطوابع وتسرد جل القيم بسخاء. و تمتلئ الرواية بأبيات من الشعر الفارسي التي استخدمها الكاتب كرمز للمجهول الذي تهيم به أرواح البشر...وتتوالى قصص الرواية كمعزوفة رائعة تختلط بها القوة والضعف...الخير والشر...الأمل واليأس.
ﻳﺼﻒ ﻟﻨﺎ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺳﻌﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ إﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﻭﺗﻤﺮﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﻀﺖ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﺮﻳﺮ، ﻓﺘﺤﺜﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ إﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﺹ، ﻭﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻧﻔﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ، ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺼﻄﺪﻡ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻏﻮﺍﺋﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻼﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﻫﻨﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﺍﻷﻭﺍﺋﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻬﻢ ﻭﺍﻳﺜﺎﺭ ﺷﻬﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﺼﻒ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﺨﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﺬﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﻴﺐ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺀ ﻳﺄﺳﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﺻﻬﺎ، ﻭﺟﻬﻠﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺨﻼﺹ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﻨﺎﺑﻊ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻻ ﺍﻟﻤﺴﻠﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻓﻬﻮ ﺧﻼﺹ ﺯﺍﺋﻒ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﺘﺒﺨﺮ ﻭﻳﺬﻫﺐ ﺭﻳﺤﻪ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﻇﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺗﺒﻜﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺽ ﻗﺪ ﺗﻮﻟﻰ ﻭﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ. كل ذلك في ملحمة رائعة يظهر فيها تعاقب اﻷجيال على مدى قرنين من الزمان من خلال عشر قصص لطالما كانت نبعا للسينما المصرية تنهل منه.