تمر اليوم الذكرى الـ503 على إعدام السلطان طومان باى آخر سلاطين الدولة المملوكية، بقرار من السلطان العثمانى سليم الأول، وكان ذلك إيذانًا بانتهاء العهد المملوكي وبداية تبعية مصر للدولة العثمانية، فى 15 أبريل عام 1517م، ويعد السلطان طومان باى، آخر سلاطين المماليك، وهو السلطان الوحيد الذى شُنق على باب زويلة. تسلّم الحكم بعد مقتل عمه السلطان الغورى بموقعة مرج دابق عام 1516 ميلادية، بعد أن عينه نائباً له قبل خروجه لقتال العثمانيين.. وخلال التقرير التالى نوضح بعض المعلومات عن إعدام السلطان الراحل:
س/ كيف انتهى حكم طومان باى؟
ج: بعد عدة محاولات سعى فيها طومان باي لحماية القاهرة في مواجهة الجنود العثمانيين، ومنعهم من دخولها، هزم في النهاية وتخلى عنه الجميع، فهرب وترك القاهرة، ويقول ابن إياس في كتابه "بدائع الزهور فى وقائع الدهور" أن جنود سليم الأول أمعنوا في قتل المصريين في الشوارع كما تعمدوا إحراق مسجد شيخون والمنازل المحيطة به باعتباره رمزا لمقاومة طومان باي حيث كان يجتمع فيه مع جنوده وقواده، وانتشرت الجثث في شوارع القاهرة من مصريين ومن أتراك وجنود وأمراء كانوا موالين لطومان باي ويقول ابن إياس “ولم تقاس أهل مصر شدة مثل هذه قط".
س/ أين ذهب طومان باى بعد هروبه؟
ج: توجه إلى الغربية عند حسن بن مرعى وابن عمه شكرى، من شيوخ غرب محارب، حيث كان ولاهم طومان باى على عربهم، وبعد أن أخرج حسن من الحبس المؤبد زمن السلطان الغورى، فالتقى بهم وأخذ العهود والمواثيق والأيمان المغلظة، بأن يكون معه ظاهرا وباطنا وبالقلب، وأن يكونوا هم على قلب رجل واحد، وشرح السلطان طومان باى، بأن العدو خلفه وأحضر مصحفا وحلف حسن وابن عمه على القرآن ألا يخونا ولا يغدرا به ولا يدلا عليه بشىء ولا لسبب من الأسباب، وحلفا على المصحف سبع مرات فاطمأن طومان باى.
من الذى سلم طومان باى؟
ج: سلمه حسن بن مرعى، بعدما اطمأن على استقرار طومان باى ومن معه، خرج ليستطلع الأخبار، وقد حدثته نفسه بالخيانة، ويقال إن مجادلة حادة وقعت بينه وبين أمه فى أمر الخيانة، وحذرته الأم من هذا العمل، وأخذت تذكره بما لطومان باى من أياد بيضا، وجاهدت فى نصحه فلم ينتصح، واستقر حسن على الخيانة وأحاط بعربانه، وأرسل إلى السلطان سليم بالخبر.
س/ كيف استقبل سليم الأول آخر سلاطين المماليك بعد تسليمه؟
ج: وقف طومان باى أمام سليم الأول، استقبله وأحاط به خاير بك والغزالى وحسن بن مرعى والوزير يونس باشا، سمح له سليم بالجلوس وقال له معاتبا وكان يشهد له بالشجاعة والفروسية.
س/ ما الذى فعله طومان باى عند شنقه؟
ج: يقول ابن إياس "فلما تحقق أنه يشنق وقف على أقدامه على باب زويلة، وقال للناس الذين حوله: اقروا لي سورة الفاتحة ثلاث مرات. فبسط يده وقرأ سورة الفاتحة ثلاث مرات وقرأت الناس معه، ثم قال للمشاعلي: اعمل شغلك. فلما وضعوا الخية في رقبته ورفعوا الحبل انقطع به فسقط على عتبة باب زويلة، وقيل انقطع به الحبل مرتين وهو يقع إلى الأرض، ثم شنقوه وهو مكشوف الرأس".
س/ ما هو موقف المصريين بعد إعدام السلطان طومان باى؟
ج: يقول ابن إياس: "فلما شنق وطلعت روحه؛ صرخت عليه الناس صرخة عظيمة وكثر عليه الحزن والأسف… وأقام ثلاثة أيام وهو معلق على الباب حتى جافت رائحته، وفي اليوم الثالث أنزلوه وأحضروا له تابوتا ووضعوه فيه، وتوجهوا به إلى مدرسة السلطان الغوري عمه، فغسلوه وكفنوه وصلوا عليه هناك، ودفنوه في الحوش الذي خلف المدرسة، ومضت أخباره كأنه لم يكن".