شارك الشاعر سعيد شحاتة "انفراد" بـقصيدة جديدة، بعنوان "أنا كان نفسي أخُشّ الجيش"، وذلك ضمن مشاركة كبار وشباب الشعراء فى قراءة نصوصهم خلال فترة العزل المنزلى ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.
أنا كان نفسي أخُشّ الجيش
وقت الدفاع لِبس المموّه للجميع رمز الكفاح
وانا عسكري ف جيشك إذا اترفع السلاح
وقت الدفاع لِبس المموّه للجميع أكبر شرف
فما تحرميش فلاح يقوم الصبح يترجّى السماح
..............
وتسألني عن اللي ما كنتش أتمناه
أو اتمنيته أو باغواه
عن اللي عرفته لما نسيت
وعن عشق الوطن ودواه
أنا كان نفسي أقول الله مع الدراويش
كمان كان نفسي اروح الجيش
أصلي الصبح في الخندق
وانام فوق الجبل ع الخيش
وأطير بمحبة البلد اللي صارت قلب وجناح ريش
شاويش... شاعر... سلاح... فلاح...
ولو حكمت... كذا رغيف عيش
ياكلهم عسكري قادر
.................... يقيد على نقطة التفتيش
ويضرب قلبه في المليان
يوقّع خمسميت خاين ودون وجبان
ويرفع راسه زي جناين النخل الجعان للنور
يا يرجع أجدع الجدعان
يا يطلع للبنات الحور
......................
أنا كان نفسي اروح الجيش.
أرمح على الرمل حافي ف عزّ صهد الشمس
واسقي الشفايف بالكلام الهمس والصوت الندَى
وانزف حبيبتي حياه في كل الأورده
وادعي لترابها واقف واجاهر بالندا وبجسمها الفارع
اهديني يا أرض الهدى وارميني في الشارع
هارجع مصارع مش ضعيف القدّ
هارجع بيوت رافضه الهدد والهدّ
هارجع بحور بتمدّ وبتتمدّ
هارجع كأني وتر يسدّ ف عركه ويحرر نهار
هارجع برتبة عسكري مغوار
حاسب حسابها بدمّه...
....ومعمم دماغه بوردها الطارح...
.... وغاسل وشّه من أنهار عيونها...
...... وقلبه من نهر الشرف
............... وبيجري فيها شعار
صهد الرصاص أشعار
صمت السلاح أوتار بتعزف باسمها النوّار
يا ريتني كنت البدر وقت الاحتضار
كنت السَمَار في مواكب السُّمّار
وف عين جواسيس دولتي مسمار
كان نفسي اكون ضمن اللي بيهد الحصار فوق راس عدوّيني
غاسل عيوني بضحك شاعر صلب
فاتح لكل اللي انهزم م الخوف مضاميني
ومصلّي فجر الحقّ ومصمم على التار البعيد
باهتف بصوتي الصلب للنور والبلاد عاشت
صوتي اللي بيفوت في الحديد يشبه زئير السبع في الغابه
إيدي على زناد السلاح
...... وعنيّا بتراقب عدوّي
......... وخطوتي فارقه الجميع
............. لو حتى كانت رجلي منصابه
شايل على ضهري العلم
وف قلبي اسم البنت بنت الطيبين بلدي
...................... وبادوس وكأنّي دبابه
................. وباقول ودمعة قلبي غلاّبه
..........................
حَيّت عنيكي العلم.. كلّ القلوب حَيّت
يا ام الوليد اتفطم على عشقها وبيّت
لو قالوا مات الجدع.. قولي الجدع عايش
......... والله يا مصر قادر حتّى لو ميّت
..........................
أنا كان نفسي اخش الجيش
ولما انزل أجازه انزل ولبس الجيش على جلدي
يحميني من عين كل كائن ندل
يزرعني وسط الناس ميزان للعدل
يضحك معايا كإننا صاحب وصاحبه على الطريق وليفين
وسط الميدان دراعين لجسم متين
أو جثتين في كمين
الأولى بتقول للي مش شايفين:
............................
أنا مضْطَرّ آآمن باللي فيها
وأعيشها على الطريق شاعر مناكف
أدوق الصبح من قلّة إيديها
ولو مُتّ أندفن في ترابها واقف
............................
والتانيه بتقول للبلاد الزّين:
............................
أنا يكفيني أقول: إنك بلادي
ويكفيني إني أقف خلفك وأنادي
ويكفيني إن صوتك يبقى صوتي
وروحك تبقى بيتي وسندبادي
............................
كان نفسي أخش الجيش
واعود لابس هدوم العزّه فوق من جتتي
والبنت بنت الناس حبيبتي بتقرا آية الكرسي في وداني
وتبوس جبيني ودمعها فوق خدّي زيّ الورد في عيداني
بتقول بصوت مش سامعه غيري واحشني يا مفارق
وانا قلبي بيقول: وانتي واحشاني
أنا عسكري خيّال على حصاني
فما تحزنيش... رايح وجاي تاني