واحدة من أيقونات الأدب التونسى، وتعد من أهم أدبيات أفريقيا رواية "حدث أبو هريرة قال" وهى عمل أدبى للكاتب التونسى محمود المسعدى، بث من خلاله أفكاره الفلسفية الوجودية من خلال البطل أبو هريرة معتمدا على لغة مكثفة وقديمة، اعتبرها الناقد "توفيق بكار" أهم مغامرة روائية فى القرن العشرين واختيرت كتاسع أفضل 100 رواية عربية من اتحاد الكتاب العرب. نسبها بعض النقـاد إلى الأقصوصة تارة وإلى الحديث الأدبي تارة أخرى.
وبطل الرواية يدعى أبو هريرة يعيش فى مكة المكرمة التى ترمز إلى التقيد بالروابط الاجتماعية والطقوس الدينية، فهو ملتزم بعباداته متزوج بطريقة شرعية، يمثل الرجل التقليدى فارغ الكيان فى عالم راكد لا حراك فيه، وصلته به تقوم على التسليم بكل شىء، إلى أن يجيئه صديق له يدعوه إلى الخروج عن المألوف "أصرفك عن الدنيا عامة يوم من أيامك"، والتحق أبو هريرة بصديقه فتغيرت علاقته بالعالم، واكتشف أبو هريرة نفسه وعالمه.
التحق بصديقه فتغيرت علاقة أبي هريرة بالعالم، وتغيرت العلاقات السردية داخل النص، لم يبق أبو هريرة قادرًا على قبول العالم الذي عاش فيه فهجره، فبعد أن كان سابقاً سوى وهم وتابع ومستسلم ومقود، أصبح الآن حقيقة ومتبوعًا وسائلاً وقائدًا، اكتشف أبو هريرة نفسه وعالمه وكانت "ريحانة" دليله إلى ذلك، وما لبث أن استبدل بعبادة تلك القوة العليا الغامضة، فانتقل إلى الفردوس الجديد، وانخرط فى طقس اللذة الجسدية برفقة "ريحانة"، وأعلن أن ولادته الحقيقية بدأت من هذا اللقاء - الاكتشاف، ثم انهمكا فى سبر ملذات الجسد في فضاء وثني ينطق كل ما فيه بالانتماء إلى الحياة ومتعها، وتبع ذلك تغير في علاقة أبي هريرة وريحانة بالعالم الذى لم يعد مستقرا للسكون والاستقرار والطمأنينة، إنما أصبح مضمارًا للارتحال والاغتراب واللذّة والشكّ.