لا يزال الغرب وبعد آلاف السنين على وجود العهد القديم يسأل من الذى صاغ الكتاب المقدس، وينطلق في ذلك من حقيقة أن الكتاب المقدس هو الكتاب الأكثر مبيعًا على الإطلاق وأنه تقريبا موجود في كثير من البيوت ولا تخلو منه حتى المؤسسات، ومع ذلك فلا يمكن للمرء الحصول على إجابات شافية في سؤال من صاغ هذه النصوص المقدسة؟
تأتى الإجابات متنوعة، سيجيب كثير من المتدينين أن "الله" هو الذى صاغة، وسيشير آخرون إلى مؤلفين من الماضى البعيد هم من صاغوه على سبيل المثال (موسى ودانيال وإشعياء وحزقيال) إلا أن محتوياته وبنيته تظل لغزا للغالبية العظمى، ويضطر المرء تقريبًا إلى طرح تساؤلات حول ما يجب أن يكون عليه الكتاب المقدس، بدلاً من البحث فى الكتاب المقدس ذاته، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع origins.net.
يذهب رأي كبير إلى أن الكتاب المقدس خاصة عهده القديم الذى شكل نظرة الإنسان إلى العالم بطرق لا يدركها المرء قد تمت صياغته من قبل مجموعات من الرجال الذين شكلوا بالفعل أيديولوجيتهم وعززوها، وكان لديهم وجهة نظر متشكلة بالكامل وجدول أعمال، لقد اعتقدوا حقًا أنهم يعرفون أفضل ما يجب إصداره للجمهور وما يجب التخلص منه، وبعبارة أخرى، لكى نكون صادقين، ربما يكون المرء تحت سيطرة مؤسسة دينية قديمة، تم تشكيلها من قبل علماء ادعوا بصدق أنهم كانوا يقومون بعمل الله سرا، وربما لا يفهمون تماما ما كانوا يفعلونه، سعوا لاستخدام الدين لأغراضهم الخاصة، وكانت مهمتهم غرضها البحث عن القوة والسيطرة، وقد تم اتخاذ قرارات بشأن أى النصوص التى يجب قبولها وأيها يجب إتلافها.
لذا، رداً على السؤال المحورى - من كتب الكتاب المقدس؟ - الجواب البسيط هو أن الكتاب المقدس ليس كتابًا واحدًا بقدر ما هو مجموعة كتب.