تعد رواية "الطريق" للكاتب البريطانى كورماك ماكراثى واحدة من أهم الأعمال الروائية فى العصر الحديث ذات طابع الخيال العلمى، حيث تصف الرواية الحياة البدائية لكارثة (لم يشأ الراوى أن يخبرنا عن ماهيتها أو زمن حدوثها) قضت على معظم مظاهر الحياة.
وتتعلق رواية مكارثى بأب وابنه يعيشان فى أمريكا، فى محاولة للبقاء على قيد الحياة، فى عالم دمرته كارثة غير محددة، ولا تفسر الرواية السبب أبدا، لكنها تركز على الدمار والنضال اليومى من أجل البقاء على قيد الحياة فى ظل ما تعرضت له الأرض من كارثة، وفازت رواية الطريق بجائزة "بوليتزر" 2007 للخيال.
تتعرض الرواية لأب وطفله يسيران فى رحلة باتجاه المجهول، يحيط بهما الخراب فى كل مكان، وتتعرض حياتهما للخطر بسبب ناجون آخرون، حيث يتصارع الجميع من أجل هدف واحد وهو البقاء، ويتطور هذا الصراع حتى يصل إلى أبشع صور التوحش البشرى وهو أكل البشر لبعضهم البعض.
ويحاول الأب طوال الطريق الذى يسلكه مع ابنه أن يحميه ويحمى نفسه بمسدس لا يوجد به سوى طلقتين فقط، ولم يعد يهم الأب فى عالمه المدمر سوى حماية ما يمثل له المعنى الأخير للحياة، طفله، فكل الطرق التي يقطعها الأب وطفله الصغير مليئة بالمخاطر والقلق الدائم.
كما تصور الرواية الموت المحيط بكل من الأب وابنه في كل مكان وكل خطوة يخطونها وعلى الطريق الذى يؤدى بهما إلى الجنوب، ليس لأنه هناك شىء فى الجنوب يريدان الوصول إليه، بل لأن الجنوب أكثر دفئاً ليس أكثر ولا أقل، حسب ما يقول الأب.