تشير دراسة نشرت حديثا إلى أن تماسيح ما قبل التاريخ كانت تشبه الحيتان والدلافين الموجودة في العصر الحديث، بناء على نظامها الحسي للأذن الداخلية، وحلل الباحثون الأشعة المقطعية لأحافير التماسيح المنقرضة، والمعروفة باسم "الثالاتوسوكيات" (thalattosuchia)، ووجدوا أنها تطورت بما أتاح لها قضاء قدر كبير من الوقت فى المحيطات.
وكتب الباحثون فى خلاصة الدراسة حسب ما جاء فى موقع روسيا اليوم ناقلا عن فوكس نيوز: "اكتشفنا أن الثالاتوسوكيات في المحيطات المفتوحة، هذا النوع من الكائنات طورت ما يسمى بـ "التيه العظمى" لتصبح قادرة على السباحة بشكل أفضل".
وتابعت الدراسة: "هذا يختلف عن الحيتانيات، التي صغرت "التيه العظمى" بعد دخولها المياه بوقت قصير، لذلك، اتخذ الثالاتوسوكيات والحيتانيات مسارات تطورية مختلفة من الأرض إلى الماء"، و"التيه العظمى" مجموعة من التجاويف العظمية ويشكل جزءا من جانب الجمجمة وقاعدتها)، إضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أيضا أن التماسيح القديمة تحتوى على أطراف تطورت إلى زعانف وذيول للمساعدة في التحرك عبر الماء.
وفي مقابلة مع صحيفة ذى جارديان"، قالت كبيرة الباحثين في الدراسة، طالبة الدراسات العليا بجامعة إدنبرة، جوليا شواب، إن الاكتشاف "مفتاح لفهم كيف كانت تعيش الحيوانات القديمة"، مضيفة وجدنا أن أقارب التمساح البحري لديها شكل أذن داخلية فريدة للغاية تشبه الزواحف الأخرى التي تعيش في الماء والحيتان اليوم".
وأضاف أحد مؤلفي الدراسة، ستيفين بروسات، أن التماسيح القديمة طورت "آذانا داخلية غير عادية بعد تعديل هياكلها العظمية لتصبح سباحة أفضل"، استجابة لبيئتها، كما غيرت الحيتان آذانها أيضا بطريقة مماثلة، لكنها فعلت ذلك بعد وقت قصير من دخول المياه، ويبدو أن التماسيح والحيتان سلكت طرقا تطورية مماثلة ولكن مختلفة من الأرض إلى الماء".