واحدة من أهم أيقونات الأدب الإنجليزى، والتي أعدت ضمن أفضل 100 عمل أدبى على مدار التاريخ بحسب مكتبة بوكلوبن العالمية، حكايات كانتربري هي مجموعة من القصص، التي قالها الحجاج مختلفة في طريقهم إلى قبر توماس بيكيت خلال العصور الوسطى، وتتراوح القصص من القطع الرومانسية ذات الطراز الرفيع إلى القطع الخام، والقطع البغيضة تهدف إلى الإهانة والترفيه.
ألف هذه الحكايات جيفري تشوسر، والمعروف باسم "أب الأدب الإنجليزي" حيث بدأها عام 1387 م، وقصد هذه القصص لتوفير له دخل لبقية حياته: 30 الحجاج مع 4 حكايات كل من شأنه أن خلق 120 حكايات! لسوء الحظ، انتهت حياة تشوسر قبل أن حكايات فعلت، ونحن تركت مع 24 روايات مثيرة للاهتمام. تغطي حكايات تشوسر كانتيربوري موضوعات مهمة مثل الجشع والشهوة والحب والغفران والانتقام، وجميع المواضيع التي لا يزال يمكن أن تتصل في عالمنا الحديث، مما يجعل هذه حكايات الخالدة حقا.
كان تشوسر قد جمع 29 حاجّاً في حانة تابارد في ساوث ورك، على أن يروي كل زائر حكايتين في الذهاب ومثلهما في الإياب، وانتهت الرحلة بأن جمع تشوسر 24 حكاية فقط، وكأن الرحلة باتجاه واحد هي رحلة العمر.
هناك من النقّاد من رأى أن الرواة أو زوّار الحج يمثّلون الطبقات الثلاث في المجتمع الإنجليزي في ذلك الزمان، فالفارس والكاهن والحرّاث يمثّلون على التوالي الارستقراطية والكهنوت والعمال، أما البقية، فتمثّل باقي شرائح الطبقة الوسطى من حرفيين وتجّار برجوازيين وبحّارة وكهنة وربّات بيوت وطلاب، وهي شخوص تمثّل إلى درجة كبيرة بنيّة المجتمع في ذلك الزمان.
الروايات عكست رؤية كل شخصية للحياة من موقعها الاجتماعي والطّبقي، وموقفها من قضايا زمانه، على أن الروايات في ترتيبها بدت وكأن الواحدة ردّ على التي سبقتها، مما عكس نقاشاً فكرياً يشير إلى التحوّلات العظيمة في المجتمع الإنكليزي، خصوصاً لجهة التحرر من هيمنة الكنيسة، وتناولها لأخلاق المجتمع والموقف من الحب والزواج، والخيانات الزوجية، والدين. ولاحظ النقّاد أن هذه القصص هي بداية القصص المدينية، وبداية دخول عصر جديد، فالحكايات مرتبطة بمدن مثل لندن ومانشستر وليفربول وأكسفورد وباريس. وهناك من يرى أنها متأثرة بروايات "ألف ليلة وليلة"، وقصة "ديكاميرون" التي وضعها بوكاشيو. ويتفق النقّاد على أن "السرد" و"الحكي" و"الكلام" هو ما يدفع به الإنسان جمود الزمن والموت.