واحدة من أكثر الروايات الأفريقية التي حققت شهرة وترجمت إلى عدة لغات من بينها العربية هي رواية "زجاج مكسور" للأديب الكونغولى آلان مابانكو، والتي تعد من أيقونات الأدب في القارة السمراء، حيث حصلت على الجائزة الدولية الفرانكفونية عام 2005 وصدرت، مؤخرًا، بترجمة احترافية للروائي عادل الميري عن سلسلة الجوائز في الهيئة العامة للكتاب.
تدور أحداث الرواية في الكونغو في أواخر القرن العشرين، وترسم صورة واقعية شديدة الثراء مفعمة بالتفاصيل لإفريقيا وما لا نعرفه عنها، رواية ترسم واقع المجتمع الأفريقي بصدق من خلال قصة بطلها واسمه الغريب "زجاج مكسور"، مدرس متقاعد تعدى الستين يلجأ له العديد من الجيران والأصدقاء ليحكوا له حكاياتهم ومشكلاتهم، ويسعى هو جاهدًا لإيجاد حلول لتلك المشكلات أو على الأقل السخرية منها وتبسيطها بشكلٍ هزلي.
وحكايات هؤلاء الناس هي لوحات صغيرة تنضم إلى اللوحة الكبيرة في الإطار العام الواحد، لتشكل لوحة ترسم صورة للمجتمع من خلال مئات التفاصيل الصغيرة في حياة عشرات الشخصيات، إن أهم ما يميز هذه الرواية الاسلوب الذى استعمله المؤلف بترك حرية الكلام لشخصياته التى تتحدث طوال الوقت دون توقف في نفس الموضوع، بمجرد أن تجد لها أذناً صاغية فإن البؤساء يتشوقون إلى لحظة بنصت فيها الآخرون إلى بؤسهم لعل من بين المنصتين من يستطيع أن ينقذهم من آلامهم، وهكذا نجد أحيانا مونولوجات بطول بضع صفحات.
وآلان مابانكو كاتب من الكونغو ولد عام 1966 في برازافيل، ويقيم في الولايات المتحدة حيث يدرّس الأدب الفرنكفونى فى جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، كتب الشعر والرواية والقصة القصيرة والدراسة، من أعماله الشعرية: أسطورة التيه، الأشجار أيضا تذرف الدمع، حين يعلن الديك عن فجر يوم جديد.
ومن أعماله الروائية: الأزرق الأبيض الأحمر، جنازة أمي، أحفاد فيرسين جيتوريكس، الأفريقي المختل، العقل، مذكرات شيهم، البازار الأسود، زجاج مكسور، غدا سأكون في العشرين من عمري.