أحد الشخصيات التى اختلف على ذكرها العلماء والمؤرخون هو "العزير" الذى تم ذكره فى التوراة، ويعتقد بأنه النبى الذى ذكر فى القرآن الكريم فى الآية الكريمة (أَوْ كَالَّذِى مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِى خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِى هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ)، إلا أنه لم يذكر باسمه.
وبحسب ابن كثير فى "البداية والنهاية" قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: هو عزير بن جروة، ويقال: بن سوريق بن عديا بن أيوب بن درزنا بن عرى بن تقى بن اسبوع بن فنحاص بن العازر بن هارون بن عمران، ويقال: عزير بن سروخا، جاء فى بعض الآثار أن قبره بدمشق، ثم ساق من طريق أبى القاسم البغوي، عن داود بن عمرو، عن حبان بن علي، عن محمد بن كريب، عن أبيه، عن ابن عباس مرفوعا لا أدرى العين بيع، أم لا، ولا أدرى أكان عزير نبيا أم لا.
وأغلب ممن ذكروا شخصية "عزير"، أكدوا ان عزيرا كان عبدا صالحا حكيما، خرج ذات يوم إلى ضيعة له يتعاهدها، فلما انصرف أتى إلى خربة حين قامت الظهيرة وأصابه الحر.
وبحسب دراسة للباحث يوسف يعقوب، نشرت فى مجلة "الحوار المتمدن" بعنوان "متى قالت اليهود عزيرا ابن الله... ومتى اتخذ اليهود والنصارى أحبارهم ورهبانهم أولياء من دون (الله والمسيح)" نشرت فى 2016، فإن عزرا فى التراث اليهودى هو عَزْرا ابن سرايا، النبى والكاهن والكاتب، اسم عبرى معناه "عون" كان كاهنا مؤمنا ورعا حفظ الكتاب المقدس وقام بنسخه، لقد كان دارسًا مجتهدًا، ومفسرًا عميقًا لوصايا الله وعهده لبنى إسرائيل فى وقت كان اليهود فى الاسر (السبى البابلي) لا يعرفون الكثير عن الشريعة.
يعتبر عزرا بمكانة موسى عند اليهود، فموسى هو الذى اخرج بنى اسرائيل من مصر، وعزرا هو الذى اخرج بنى إسرائيل من بابل، إلا أن عزرا لم يكن فى نظر اليهود ابنا لله والاهم انه لم يدعى هو عن نفسه ذلك ولم يذكر لنا الكتاب المقدس هذا الأمر، إلا أنه فى التراث الإسلامى هناك من زعم هذا الاعتقاد، كقول بن حزم الاندلسى أن يهودا فى اليمن ادعوا ذلك،
ووفقا للباحث أسامة مرعى، فإن "عزر" أو " عزير" هو أوزيريس أو "عزير" فى اللغة العربية، معتقدا أن اليهود فى عصر نبى الله موسى - عليه السلام - كانوا يعيشون بمصر الفرعونية وقد اتخذوا عزير (أوزيريس) إلهاً وزعموا أنه ابن الله، ويرى الباحث عيسى عبد الرحمن أوزيريس وأيزيس هما عزير وعزى، وعُزير المصرى هو الذى قال عنه اليهود انه ابن الله.